د. سالم عطاالله .. نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية
لقد أصدعت اوروبا ومعتنقي فكرها التحرري رؤوسنا بشعاراتهم التي سرعان ما تكشف زيفها عند اول اختبار حقيقي لها.
لن نتحدث عما فعلته اوروبا التي مارست الارهاب ضد الشعوب الضعيفة ومازالت بالاضافة الى استمرارها بنهب خيراتهم بمافرضوه عليهم من المتسلطين ممن يخدمون اجندتهم.
قالوا لنا أن الغرب هو الذي يضمن حياة كريمة لمواطنيها مهما امتد به العمر بعد تقاعده عن العمل فلذلك اصبحت حلم الكثير ومات وغرق في سبيل الوصول اليها الكثير الكثير، ولم يقولوا لنا أن قيمة الإنسان بالنسبة لهم تساوي قيمة ما ينتجه فحسب، وانه لوتوقف إنتاجه لأصبحت قيمته ما تحت الصفر لانه يصبح عبئاً واجب التخلص منه.
فأزمة الكورونا التي عصفت بالعالم كشفت عن حقيقة غابت عن ذهن الكثير، أظهرت مدى زيف الشعارات التي تغنت بحقوق الانسان ودول اوروبا تمارس القرصنة لسرقة المعدات اللازمة لمواجهة هذا الوباء والمعدة من أجل الدول الأخرى، على اساس الشعور بالفوقية الغربية على باقي الشعوب، وعند الوقوف على مسببات هذا الوباء الذي لم تضح رواية محددة له بعد، لن نغفل نظرية المؤامرة التي تعامل بها ذاك الغرب مع العالم، فالاماكن التي استهدفها الوباء بداية امره لا يخفى حقيقة الصراع الصيني الأمريكي، بالإضافة إلى الأسباب المادية البحتة التي تدفعهم دون شفقة او رحمة للتخلص من عبء كبار السن والذين هم كثر في اوروبا لو عرفنا أنهم هم الفئة المستهدفة لهذا الوباء بشكل اكبر من غيرهم، ولو عرفنا أيضا ماذا يفعل مدعي الحضارة بمن يصاب بذلك الوباء منهم في المستشفيات وتفضيل الشباب (المنتجين) ليحظوا بالرعاية والعلاج على المتقدمين في العمر في ظل الأزمة المستفحلة هناك.
حضارة زائفة خدعوا بها العالم تكشف اليوم عن وجهها الحقيقي والقبيح والذي يتعامل مع الانسان على انه ارقام مالية تعلو وتهبط، فلذا وامتنا وقد أصابها من وبال تلك الحضارة الخادعة وبالا تلو الوبال فإن الفرصة سانحة للملمة الجراح واعتصام حقيقي بحبل الله المتين وتصدر المشهد الذي أثبت فيه أن الاسلام هو صاحب الحضارة الحقيقية، وهو الذي يعامل الانسان لانسانيته ويضع حدا لكل مشكلات الحياة العاصفة.
فهل نحن جاهزون للبذل من أجل ذلك؟