تاريخ النشر : 2013-10-19
هنية: آلاف المقاومين يتجهزون فوق الأرض وتحتها لملاقاة العدو
المكتب الإعلامي- غزةأكد رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن المسجد الاقصى جزءٌ من عقيدة المسلمين ولن يكون إلاَّ إسلاميًا خالصًا ولا يقبل القسمة الزمانية أو المكانية، متهما واشنطن والاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن إفشال المصالحة الفلسطينية.يأتي ذلك في خطاب هام ألقاه هنية أمام حشد كبير من الشخصيات الوطنية الفلسطينية في مدينة غزة في الذكرى الثانية لصفقة "وفاء الأحرار" التي تحرر بموجبها 1050 أسيرًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.وبدأ هنية خطابه بتوجيه التحية للمقاومة الفلسطينية واللاجئين والأسرى والمرابطين في القدس والشباب ولمصر التي ساهمت وساطتها في الوصول لصفقة وفاء الأحرار.وقال هنية: "استذكر في هذا الموقف شهداء شعبنا الفلسطيني في سوريا والذين قضوا غرقًا في رحلة البحث عن مأوى في مياه المتوسط بعد أن ضاق بهم وطنهم العربي".وأضاف "ما أعظم أن يكون الكلام في ذكرى الانتصار التاريخي الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار الملحمة البطولية التي سطرها الشعب الفلسطيني وافتخرت بها كل شعوب الأمة، هذه الصفقة التي ألغت الخطوط الحمراء للكيان الصهيوني والتي وصفها المسؤولون الصهاينة انها الضربة الاكثر ايلاما للكيان".في هذه الذكرى –يكمل هنية- "تتجلى أمامنا ركائز هذا الانتصار العظيم المتمثلة في المقاومة الركيزة الأولى في صناعة هذا النصر المقاومة على رأسها كتائب القسام صانعة النصر التي هزت نظرية الامن الصهيوني وانجزت نصرا تاريخيًا".وتابع "نصر في عملية أسر شاليط، ونصر في إخفاءه والاحتفاظ به خمس سنوات رغم تسخير العدو كافة وسائله الامنية للبحث عنه، ونصر في التفاوض وفرض شروط المقاومة على العدو تحقق بها تحرير أسرانا، ويقف أمامنا شامخا مهندس هذا النصر الشهيد القائد أحمد الجعبري".وأضاف هنية "نقول لإخوانه (أي الجعبري) من قيادات القسام وفصائل المقاومة الذين حرروا أسرانا بالمقاومة: أيها البطل المقاوم عرفت الطريق فلزم وشعبنا معكم ولن يخذل الاسرى ولن يتخلى عن المقاومة".الركيزة الثانية لهذا الانتصار، والحديث لهنية، هي كل الوسطاء الذين بذلوا جهدهم من أجل اتمام الصفقة والافراج عن الاسيرات والأسرى الشقيقة الكبرى مصر والتي قامت بدور الوسيط والشقيق بصورة مهنية عالية من خلال جهاز المخابرات العامة حيث استمرت جهودها الكبيرة عدة سنوات الى ان توجهت بإتمام الصفقة في عهد ثورة 25 ينايروواصل هنية: "لمصر خالص الشكر والتقدير، وهذه فرصة للتأكيد على موقف شعبنا وموقف حكومتنا وموقف حركة حماس تجاه مصر في كل عهودها وفي كل المراحل والظروف وحرصنا على مصالح مصر واستقرارها وامنها القومي".وقال هنية إن الركيزة الثالثة هي الأسرى الذين كانوا محور المعركة، وتحريرهم كان النتيجة، و"اليوم نؤكد لكل العالم في ذكرى صفقة وفاء الاحرار أن ملف أسرانا مفتوح ولم يغلق الا بتحريرهم جميعًا".
القدس والأقصى
وقال: "إذا نجح الاحتلال مؤقتًا في تشويه المعالم، ومصادرة الحقوق وتزوير الحقائق وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية فإنه لن ينجح في اقتلاعها من قلوبنا وعقولنا، وإسقاط مهابتها وقداستها".وأضاف هنية "إذ نلتقي حول القدس ترنوا عيوننا إلى جهود من شعوب وقادة الأمة لم تبذل بعد لنصرة القدس واهلها، وإلى المقاومة وهي ترفع راية فلسطين وتزحف نحو القدس"، داعيًا إلى أن تتحلق القلوب حول الأقصى وتتوحد البنادق باتجاه القدس.وحذر من أن الأقصى يتعرض لخطة ممنهجة تهدف إلى السيطرة عليه وتغيير معالمه، لافتا إلى إجراءات الاحتلال في مدينة القدس بتهجير الفلسطينيين وطردهم وتغيير البنية الديمغرافية وهدم المنازل ومنع البناء، وتدنيس واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، واغتصاب آلاف الدونمات لصالح المشروع الصهيوني القدس الكبرى.وأشار هنية إلى أن الاحتلال شرع في الاجراءات العملية لتقسيم الاقصى مكانيًا وزمنيًا من خلال السماح للمستوطنين والمتطرفين اقتحامه واستباحته والإساءة إلى رمزيته الدينية والتاريخية، موضحا أن هذا يجري قرار سياسي احتلالي صادر عن الكنيست.ودعا الشعوب العربية والإسلامية البدء بالاستعداد لانتفاضة الأقصى الكبرى من طنجة إلى جاكرتا، وتحديد فعاليات مشتركة على مستوى الأمة كلها نصرة للقدس وفلسطين.وحذر هنية الاحتلال قائلاً "على العدو أن يكف عن المساس بالقدس والأقصى لأن النيران التي ستندلع وغضب الشعب والقيادة أكبر من قدرته على الاحتمال".
الضفة
ولفت هنية إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، داعيًا إلى تجديد الانتفاضة الجماهيرية في الضفة وانطلاق المقاومة الفاعلة فيها.وعبر عن فخره واعتزازه بالمقاومة بالضفة بكل مظاهرها الشعبية والمسلحة، مؤكدا رفضه كل أشكال ملاحقتها في إطار التعاون الأمني، مضيفًا "الحمد لله شعبنا في الضفة يسقط تباعًا المشاريع المشبوهة، فالمقاومة تثبت من جديد أنها قادرة على امتصاص الضربات، وتخطي الصعاب، والخروج من تحت الأنقاض لتدير المعركة مع المحتل بالقنص والمباغتة وتسديد الضربات النوعية".ووجه هنية التحية إلى الشهداء الذين سقطوا في العمليات الأخيرة في الضفة، داعيا أهل الضفة لأن يهبوا في كل لحظة في ظل المخاطر التي تحدق بالأقصى والقدس.
المفاوضات
وأكد هنية أن المفاوضات الحالية تجري بقرار سياسي منفرد، وغالبية أبناء شعبنا الفلسطيني وقواه وفصائله تقف ضدها، مشددا على أنها "تشكل خروجًا عن الاجماع الوطني، وهي مفاوضات جرت وتجري تحت الضغط والابتزاز والإكراه الأمريكي، وفي ظل ميزان قوى يميل لصالح العدو، وغياب كامل لعوامل القوة وأوراق الضغط التي تجبر العدو على التسليم بحقوقنا".وجدد على أن هذه المفاوضات عقيمة "بل تشكل خطرًا حقيقيًا على قضيتنا وحقوق شعبنا، وخاصة القدس والأرض والعودة".ونبه نائب رئيس المكتب السياسي إلى أن بات واضحا أن الاحتلال هو الذي يستثمر المفاوضات ويستغلها لتعزيز علاقاته العامة مع المجتمع الدولي لتحسين صورته، واستنزاف مواقف المفاوض الفلسطيني وسقوفه السياسية، وكغطاء لممارساته وإجراءاته العدوانية خاصة التهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى والسعي لتقسيمه.ودعا إلى الحفاظ على القدس وعدم التفريط بالحقوق وعلى رأسها حق العودة، مؤكدا أن هذا يتطلب وقف المفاوضات وتجاوز نهج أوسلو، والبحث مع القوى السياسية في إيجاد استراتيجية وطنية جديدة تقوم على تكامل الرؤى والوسائل وتكون أنجع في مواجهة الاحتلال وفي تحقيق الطموحات الوطنية.كما دعا القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات مع العدو وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية تشمل كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة بما فيها المقاومة المسلحة، والشعبية، والمواجهة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية والقانونية والمقاطعة الاكاديمية والدبلوماسية.وشدد هنية على أننا لن نقبل بأقل من عودة القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني على أساس دولة كاملة السيادة مع عودة اللاجئين وحقهم في العيش داخل وطنهم الأم فلسطين.وأكد على رفض كل مشاريع التوطين والوطن البديل، مضيفًا "سوف يتصدى شعبنا بقوة لأية مشاريع سياسية يمكنها أن تحل ولو جزءًا من مشكلات الشعب الفلسطيني على حساب الأردن أو سوريا أو لبنان أو سيناء"، مشددًا على أن "فلسطين كانت وستبقي هي فلسطين، وليست هناك من ارض يمكن ان تكون بديلاً عنها".
المبادرات الشبابية
وعبر عن اعتزازه وفخره بالمبادرات الشبابية نصرة للأقصى وفلسطين في غزة والضفة "والتي تعكس مكانة الشباب الفلسطيني في معركة التحرير والبناء، هذا الشباب المحب لوطنه، شريك الحاضر وقائد المستقبل، الذي قرر أن يتجاوز حالة الانقسام إلي سماء الوطن الفسيح، فيعيد توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح نحو القدس وفلسطين".وقال إن هذا الشباب "استغل كل ثغرة من شأنها إضعاف الاحتلال بما في ذلك ساحة الحرب الكترونية (الهاكرز) التي حقق فيها نجاحًا باهرًا يستحق التحية والإشادة".
المصالحة
وفي هذا الملف، جدد تأكيده الالتزام بإنهاء الانقسام على أساس ما تم الاتفاق عليه قائلا "الحركة تمد يدها للجميع لإنهاء الانقسام وإعادة بناء وتفعيل المرجعية الوطنية (منظمة التحرير الفلسطينية) على أسس وطنية وديمقراطية يضمن تصويب المسار السياسي والوطني والتوافق على إدارة القرار السياسي الفلسطيني وتمثيل القوى الفاعلة كافة وتشكيل حكومة واحدة بالضفة والقطاع".وشدد على أننا مع انجازها بأسرع وقت ممكن، ومع أي خطوات ومبادرات عملية تقود إلى مصالحة حقيقية تنهي الانقسام، وتوحد المؤسسات السياسية وتعزز الخيار الديمقراطي وبناء مؤسساتنا الوطنية، وتوفر الحرية والعدالة والفرص المتكافئة للجميع، وترسخ الوحدة الوطنية وتصون النسيج الوطني.وقال: "نؤكد أننا نؤمن بالشراكة ولا نسعى للسيطرة كما يحاول البعض تصويرها، وأكدنا على ذلك قولاً وعملاً، ولاحقًا طرحنا مقترحاتنا بمشاركة الجميع في ادارة غزة في كافة المجالات إلى حين إنجاز المصالحة كدلالة على صدقية توجهنا نحو شراكة فعلية، والتحلي بروح المسئولية التاريخية".وأضاف هنية أن "أوضاعنا لا تحتمل المزيد من الخلافات والمشاحنات وشيطنة طرف لآخر، وفلسطين القوية هي التي تحتضن كل أبنائها دون اقصاء أو احتكار".وأشار إلى اللقاءات الوطنية التي تجري على مستويات مختلفة مع فصائل ومؤسسات مجتمع مدني وأساتذة جامعات وشخصيات مستقلة تبحث في الوضع الفلسطيني الراهن.وأوضح أن هذه اللقاءات تضمنت الحديث بشكل واضح عن ضرورة إطلاق حوار وطني شامل يعالج كل الملفات الوطنية، داعيًا إلى أخذ زمام المبادرة من دون إبطاء لتأمين عبور آمن وسلس إلى المرحلة القادمة، ووضع لبنات حقيقية في جدار الوحدة الوطنية بالاستناد على الاتفاقيات التي وقعناها معًا والتي اشتملت على الملفات الخمسة الرئيسة وهي الحكومة والمنظمة والانتخابات والحريات العامة ومعالجة الملف الأمني والمصالحة المجتمعية.
تشكيل حكومة
وأكد هنية على أهمية البحث العملي في آليات تطبيق اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام مع التركيز على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وتوفير الأجواء الداخلية والحريات العامة، داعيا الرئيس محمود عباس لسرعة تشكيل الحكومة بناء على ذلك.ودعا إلى تفعيل لقاءات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى حين انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية للمنظمة، والتفاهم والتوافق على البرنامج الوطني وإدارة القرار السياسي الفلسطيني والبرنامج النضالي لمواجهة الاحتلال ومقاومته والتصدي لممارساته العدوانية بكل الوسائل والأشكال المتاحة.ولفت هنية إلى أن الفيتو الأمريكي والتخريب الإسرائيلي كانا العامل الأكثر بروزا في إفشال المصالحة وحرمان الكل الفلسطيني من اختيار برنامجه الوطني والسياسي بشكل حر.دعوات تمرد بغزةونبه نائب رئيس المكتب السياسي إلى أن البعض "يعتقد أنه قادر على استنساخ سيناريو إقليمي في غزة (في إشارة إلى دعوات تمرد بغزة)".وقال "ننبه إلى أن أي سيناريو لا علاقة له بالواقع الفلسطيني وخصوصية مساره التحرري سوف يفشل، ولا يمكن أن ينفذ إلى الساحة الفلسطينية المقاومة العصية على الكسر ذات الصلابة في وجه الاحتلال والفوضى والفلتان".
المنطقة العربية والإسلامية
وأشار هنية إلى أن حركته أقامت علاقات سياسية مع كل الدول العربية والإسلامية باعتبارها العمق الاستراتيجي للقضية والشعب الفلسطيني، مضيفًا "حرصنا على التوازن في هذه العلاقات والانفتاح والتواصل مع الجميع، ولم نصطف مع دولة ضد دولة أو محور ضد آخر".وشدد على موقف حماس الثابت القائم على ضبط العلاقة على أساس من الاحترام المتبادل وتقدير خصوصية الاخر وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الدول، وعدم انحراف المقاومة الفلسطينية عن هدفها السامي وهو مواجهة العدو ونيل الاستقلال والتحرير.وأوضح أنه مع بداية الثورات العربية كان واجب حماس "كطليعة مقاومة عنوانها فلسطين" والتي تعبر عن إرادة الشعوب العربية والاسلامية بتحرير الأرض والمقدسات أن تواكب هذه المتغيرات والتحولات الكبرى إيمانًا منها بأن نبض الأمة وحقيقية خيارها هو دائمًا فلسطين وروحها المقاومة.وأضاف "أنه كلما كانت الشعوب هي سيدة القرار فإن فلسطين ستكون أقرب والمقاومة أقوى، ومن هنا عبّرنا ولا نزال عن وقوفنا من حيث المبدأ والتزامًا بموقفنا الأخلاقي مع الشعوب وحقها في الحرية والكرامة، وضد ما يؤدي إلى سفك دمائها من أي طرف كان ودعونا وما زلنا– من باب النصح والحرص- لاعتماد الحلول السياسية والتفاهمات الوطنية الداخلية التي تحقق تطلعات الشعوب ومصالح الجميع في الدولة الواحدة".وعبر عن فخره بمرجعية حماس الإسلامية وجذور تاريخها المتشابكة مع الحركات الإسلامية التي لعبت دورًا مؤثرًا في نشر الصحوة الإسلامية منذ مطلع القرن الماضي.ولفت إلى أنه "كان من الطبيعي أن يشعر قادة حماس ومجاهدوها بالتعاطف مع الحراك الشعبي العربي ورموزه الإسلامية والوطنية والذي كان للإسلاميين فيه دورٌ كبيرٌ إلى جانب القوى والتيارات الأخرى"، مؤكدا أن هذا أمر لا يؤخذ على الحركة ولا يسجل ضدها فهو تعبير طبيعي تجاه واقع الأمة وخياراتها الشعبية وانتمائها الإسلامي المتصاعد.وأشار هنية إلى أنه رغم ذلك فإن حماس لم تحصر علاقتها مع الإسلاميين فقط بل أقامت علاقات مع مختلف القوى والتيارات والأحزاب، "كما أننا لم نتدخل في شأن أي دولة ولم نكن طرفًا في أي أحداث أو حراك ولا في خلاف أو صراع داخلها، فهذا شأن داخلي لكل دولة وهذا ينطبق على موقفنا من كل ما جرى ويجري بسوريا ومصر ولبنان وغيرها من الدول".وأكد أن التاريخ لم يسجل على حماس أو الحكومة أي تدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، مجددا على موقف حماس الثابت برفض أية تدخلات خارجية في شؤون الدول العربية والإسلامية، ورفض أي عدوان على أي دولة منها، وعلى ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب أو الصراع الطائفي والمذهبي.
لا تغازل ولا تستجدي
وعبر عن فخر حماس بما أخذته من مواقف وسياسات طوال السنوات الماضية بما فيها موقفها من شعوب الأمة في ربيعها، مضيفًا "وهي تعتز بهذا الموقف المبدئي والأخلاقي الذي انحاز منذ اليوم الأول للشعوب ومعاناتها وحقها في الحرية والديمقراطية والكرامة والوقوف ضد الفساد والاستبداد".وجدد على ضرورة تجنب الدماء وتجنب الاستقطابات العرقية والطائفية، مشددا على أن "حماس لا تغازل أحدًا ولا تستجدي أحدًا ولا تندم ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضي أحدًا، ولا تشعر أنها في مأزق حتى تدفع ثمنًا لأحد للخروج منه".
لم نعتد على أحد
واعترف هنية أن هناك تطورات كبيرة في المنطقة "أثرت علينا وعلى غيرنا"، متسائلاً "فمن منا لم يتأثر بتلك التطورات والمخاضات الصعبة".ونبه إلى أن تأثيرها على بعض علاقاتنا السياسية مثلاً جاء "جرّاء تغير البعض هنا أو هناك تجاهنا وليس جرّاء أخطاء حقيقية وقعنا فيها مع أحد، فنحن لم نعتد على أحد ولم نغدر بأحد، ولم ندخل في صراع مع أحد، ولم نخطئ في البوصلة والمسار العام".وقال "لئن تجنى علينا البعض واتهمنا بأمور لم نفعلها فهذا أمر يسوؤنا ويحزننا، ولا نتمنى وجود أي توتر مع أحد، ولسنا معنيين بأي معارك إعلامية أو سياسية مع أحد، ولن نستدرج إليها، لكن هذا لن يثنينا عن مسارنا ومبادئنا ومواقفنا الراسخة، ولن يشغلنا عن معركتنا الوحيدة في مواجهة المحتل الصهيوني".وشدد على أن لحماس خيارات بعلاقاتها السياسية الرسمية والشعبية ومصادر التأييد والدعم الكثير رغم كل الصعوبات والمتغيرات، مؤكدا أن حماس ستظل في مسارها السياسي المتمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، والمنحاز أخلاقيًا ومن حيث القيم والمبادئ إلى حقوق الشعوب دون أن نتدخل في شؤون أحد.
مخيمات اللاجئين
وأكد هنية على ضرورة التحرك الجماعي لوقف النزيف الذي يتعرض له الفلسطيني في منفاه، مشيرا إلى تحييد أبناء المخيمات عن الصراعات والأزمات الجارية في تلك الدول.ولفت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ولبنان والمنافي الجديدة في أوروبا، داعيًا الدول العربية إلى تجنيب اللاجئين ويلات الصراعات الداخلية للدول.ودعا الرئيس محمود عباس وحركة فتح والسلطة في رام الله للتعاون المشترك والعمل معًا من أجل تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تلك الساحات وما يعانونه جراء الأزمات في تلك الدول، مؤكدا الاستعداد للتعاون معًا والسير في الظروف والوسائل من أجل استيعاب البعض منهم في غزة ممن يرغب في ذلك.وأضاف هنية "كما أننا مستعدون للعمل معاً بروح وطنية مسؤولة من أجل مختلف همومنا وقضايانا وفي المقدمة منها مواجهة إجراءات التهويد والتقسيم الصهيونية بحق القدس والأقصى".
حماس قوية
وأشار نائب رئيس المكتب السياسي إلى الحملة الإعلامية ضد الحركة ومنها "الزعم أن حماس تعيش أزمة في ظل متغيرات المنطقة خاصة بعد أحداث مصر الأخيرة، وأنها فقدت حلفاءها وعلاقاتها السياسية، وأن قياداتها تبحث عن المأوى والانتقال من قطر أو غيرها لمواقع أخرى، وأنها تغازل هذا النظام أو ذاك وترتب أوراقها وتراجع مواقفها تمهيدًا للعودة في علاقاتها إلى تلك الدولة أو ذلك الحليف".وشدد على أن ذلك "محض افتراء وأكاذيب وأوهام"، معتبرا أنها تعبر عن أمنيات أصحابها تجاه حماس، مستدركًا "لكن الحقيقة شيء آخر تمامًا"، مؤكدا أن حماس موحدة في مواقفها وقراراتها القيادية، ورؤيتها وسياساتها تجاه مختلف القضايا والأحداث في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة.
العلاقة مع مصر
وأكد هنية أننا لسنا طرفًا في أية حوادث جرت أو تجري في سيناء ولا في غيرها، "فنحن لا نعمل إلا في ساحتنا الفلسطينية ولا نوجه بنادقنا إلا ضد العدو الصهيوني فقط".ولفت إلى أنهم يشعرون بالصدمة عندما يجري تناول حماس إعلاميًا من مواقع مصرية ومن مسئولين (مصريين) كطرف يريد الشر لمصر وأمنها وجيشها ومكوناتها.ودعا هنية الأجهزة القضائية بمصر إلى تزويدهم بأية معلومات لمتابعتها ولإزالة أية هواجس أو شكوك لدى لمصر "مع تأكيدنا بأن ما يجرى هو محض اتهام يفتقد إلى الدليل، ويقف وراءه أناس يهدفون إلى إحداث الوقيعة وحرف البوصلة وصرف الأمة عن قضاياها الرئيسة".وجدد تأكيد على أن مصر ستظل على الدوام الشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجي لفلسطين، مضيفًا "نحترمها ونقدر تاريخها مع شعبنا ومع الأمة، وسنظل حريصين على مصالحها وأمنها القومي".وشدد على أنهم سيظلون حريصين على تجنب أي شيء يؤدي إلى توتير الأجواء مع مصر ومع أية دولة عربية أو إسلامية، داعيًا المسؤولين في مصر والمؤسسات السياسية والإعلامية لوقف حملة التحريض والاتهام والتهديد الموجهة ضد غزة وحماس ووقف الاجراءات التقييدية.وخاطب المصريين قائلاً "حماس ليست عدواً لكم ومن في غزة هم اخوانكم واهلكم، وهم سند وعمق لكم كما أنتم سند وعمق لنا".ولفت إلى العلاقات الأخوية التاريخية والمصير المشترك، موضحا أن حماس حرصت منذ نشأتها على المبادرة من طرفها للتواصل مع الإخوة بمصر بهدف إقامة علاقات جيدة معها.الوضع الاقتصادي والإنساني بغزةقال هنية إن "ما تقوم به مصر حاليًا ومؤخرًا في هدم متواصل للأنفاق أدى لنقص حاد في مواد الغذاء والوقود والبناء مما يعيد الصورة القديمة للحصار وتزايد النقص في الدواء والغذاء ومتطلبات الحياة اليومية الذي عانى منه القطاع عام 2007".ولفت إلى عدم انتظام فتح معبر رفح ومنع دخول القوافل التي تحمل المساعدات من غذاء ودواء من رافضي الحصار مما سبب معاناة للآلاف من أبناء غزة.وحمل هنية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الحصار وتداعياته "ونسجل خرقه للقوانين الدولية، مما يشكل معه جريمة ضد الإنسانية"، داعيًا لإعادة فتح المعابر كافة وادخال جميع احتياجات القطاع وخاصة مواد البناء والمواد الخام وفق ما تكفله القوانين الدولية.ودعا هنية شعبنا الفلسطيني وأبناء أمتنا والمتعاطفين من أحرار العالم في أوروبا وغيرها إلى الاستمرار في فعاليات كسر الحصار وتطويرها.كما دعا مصر لفتح معبر رفح بصورة كاملة للحركة التجارية والأفراد كإجراء سيادي مصري "لنستغني عند ذلك عن الأنفاق، فالهدف هو ضمان الحياة الكريمة لأهلنا في غزة بعيداً عن الحصار".ولفت إلى أنه "من حق مصر اتخاذ الاجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمنها على أن تكون هذه الإجراءات على حساب غزة ومقاومتها"، مضيفًا "لا بد من إنهاء الحالة الراهنة ووضع الترتيبات السريعة لمرور الافراد والبضائع بين مصر وغزة بما يحقق مصالحنا المشتركة".وطالب هنية الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة الراعية للسلم الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وأحرار العالم إلى ادانة الحصار، داعيًا كل من يستطيع الى رفع الدعاوى القانونية أمام المحاكم الجنائية الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لما يقوم به من جرائم حرب ضد شعبنا الفلسطيني.
رسالة لغزة
وختم نائب رئيس المكتب السياسي لحماس خطابه بكلمة موجهة لأهل غزة قائلاً: "إن الذين كانوا يبشرون بهزيمة غزة والمقاومة في أيام معدودات بعد الحصار أو من خلال الحروب التي شنت عليها لم يكونوا يعرفون بان هذا الأمر شبه مستحيل، وانتصر شعبنا بفضل الله في حرب الفرقان وحجارة السجيل وصفقة وفاء الاحرار".وشدد على أن غزة "ستفاجئ الأصدقاء والأعداء بقدرتها على الصمود والتصدي وتحويل التحديات الى انتصارات، فغزة التي قدمت خيرة أبنائها وضربت أروع ملاحم البطولة، لن تتخلى الأمة عن نصرتها والوقوف الى جانبها".