المكتب الإعلامي- وكالات
نشر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل تقريراً مطولاً حول استعدادات الجيش الإسرائيلي لمكافحة مشكلة أنفاق القطاع وفشله في القيام بمهمة تدمير الأنفاق كما يجب خلال المعركة البرية.
وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة صباح الجمعة أن حماس بدأت بزيادة وتيرة العمل على برنامج مفصل لعمل الأنفاق الهجومية بعد عملية "الرصاص المصبوب" فيما أصدر قائد الجناح المسلح لحماس محمد الضيف تعليماته لعناصره باعتبار مشروع الأنفاق مشروعاً إستراتيجياً للحركة بعد تصفية قائد الكتائب أحمد الجعبري وانتهاء حرب "عامود السحاب" في العام 2012.
وتحدث "هرئيل" عن تقديم شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لتقارير شهرية مفصلة للكابينت فيما يتعلق بسير حماس في برنامج الأنفاق الهجومية بعد عامود السحاب فيما أشار الى وصول معلومات للاستخبارات بنية حماس تنفيذ عملية خطف كبيرة جنوبي القطاع عبر نفق هجومي وذلك خلال شهر نيسان من العام الجاري.
وقال إن قيادة الجيش أمرت بإحباط هذه الخطة بأقل الأضرار وعدم توسيع نطاق العمليات فيما تأخرت متابعة هذا الأمر حتى بداية شهر تموز المنصرم حيث وصلت معلومات تفيد باقتراب حماس من تنفيذ عملية نوعية تخطف في إطارها عدداً من جنود الجيش عبر نفق هجومي جنوبي القطاع الأمر الذي أوصل إلى اتخاذ القرار بقصف مناطق يعتقد أنها مقاطع للنفق بحوالي 30 قنبلة خارقة للمخابئ وذلك يوم السادس من تموز.
وأشار التقرير إلى تخبط الكابينت والجيش في آلية التعامل مع الأنفاق حيث تم اعتماد قصف مداخل هذه الأنفاق خلال أيام الحرب الأولى من الجو ولكن سرعان ما تبين أن أضرار هذه الغارات كانت أكثر من فائدتها حيث شوشت هذه الغارات على عمل القوات البرية في العثور على فتحات ومقاطع هذه الأنفاق وأدى لتأخير مكافحتها وإطالة أمد تواجد الجيش داخل القطاع.
تردد وتخبط الكابينت
وتطرق هرئيل إلى التردد والتخبط الذي رافق قرارات المجلس الوزاري المصغر خلال الحرب لافتاً إلى أن نصف أعضاء الكابينت من عديمي الخبرة ودخلوا الكابينت بعد حرب عامود السحاب فيما سادت أجواء من تسجيل النقاط والمزايدات داخل اجتماعاته ما حد من اتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب.
في حين بدا الجنرال "يعقوب عميدرور" عاجزاً عن الإلمام بتفاصيل تهديدات الأنفاق على الرغم من تكليفه من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بمهمة تركيز المعلومات حول تهديد الأنفاق حيث اعترف خلال حديثه لإذاعة الجيش بداية الشهر الحالي بصدمة الجيش من مدى خطوة وكمية الأنفاق.
وقال إنه ليس المهم أن تعرف بوجود الأنفاق بقدر ما يمكنك فعله لتلافي خطرها وتجميع كامل التفاصيل المرتبطة بها مشبهاً تفاجئ الجيش بخطورة الأنفاق خلال الحرب بصدمة جيشه من امتلاك الجيش المصري لصواريخ "ساغر" المضادة للدبابات عشية حرب أكتوبر 73 .
ولفت إلى اتخاذ الكابينت الإسرائيلي وبغالبية الأعضاء قرار الاستجابة للعرض المصري الأولي بوقف إطلاق النار يوم ال 15 من تموز وذلك على الرغم من معرفة نتنياهو ويعلون المسبقة لخطورة مسألة الأنفاق مشيراً إلى تخبط الكابينت في هذا المجال.
كما أشار إلى تعويل الكابينت أكثر على حسن نوايا حماس بعدم رغبتها في تفعيل النفق جنوبي القطاع خوفاً من العواقب وبدت الصدمة كبيرة فور رؤيتهم لخروج 13 مسلحا من حماس قرب كيبوتس "صوفا" جنوبي القطاع كما قال.
ورأى هرئيل بأن قرار الناطق بلسان الجيش نشر صور خروج مقاتلي حماس ال 13 من النفق قرب صوفا كان خاطئاً فقد ساهم في زيادة منسوب الخوف لدى سكان مستوطنات غلاف غزة ولم يأت بالفائدة المطلوبة فيما شكل رافعة ضغط على الحكومة للدفع نحو الاجتياح البري بعد إطلاع الجمهور على خطوة هذه الأنفاق.
فقدان عنصر المفاجأة بالإجتياح البري
ورأى هرئيل أن الجيش فقد عنصر المباغتة أيضاً في توقيت دخوله البري فقد أعلن نتنياهو عن بدء العملية البرية قبل دخول الجيش للقطاع ما منح حماس وباقي الفصائل الفرصة للاستعداد لملاقاة الجنود وبذلك فقد فقد الجيش عنصر المفاجئة الهام كما قال.
وقال إن حماس واجهت جنود جولاني بالشجاعية عبر صمود منقطع النظير وبشكل خارج عن المألوف حيث وصل جنود جولاني منهكين إلى مشارف الشجاعية بعد أن قتل منهم 16 جنديا وأصيب العشرات من بينهم قادة ألوية وكتائب خلال ال 24 ساعة الأولى.
قلة وسائل مكافحة الأنفاق
وتحدث هرئيل عن دخول الجيش للقطاع دون تزوده بكامل العتاد والمعدات اللازمة لمكافحة الأنفاق ولم يكن يمتلك من المعدات ما تمكنه من العمل على تدمير الأنفاق ال 32 في ذات الوقت حيث كانت الفرق تنتظر بعدها حتى تنهي من النفق لتبدأ بالذي يليه ما كبد الجيش المزيد من الخسائر وأطال أمد المكوث داخل القطاع.
وقال إن الجيش اضطر لاستئجار آليات حفر ومعدات هندسية من مقاولين إسرائيليين من بينهم عرب لغرض البحث عن الأنفاق كما أن معدات تفجير الأنفاق لم تكن كافية فقد كان لدى الجيش آليتين من نوع "اموليسا" والتي تضخ المتفجرات السائلة لداخل الأنفاق والني لم تكن كافية لتفجير جميع الأنفاق.
وأشار إلى أن الجيش اضطر لاستخدام أكثر من نصف مليون لغم أرضي لتفجير عدة مقاطع من الأنفاق ما كلف الجيش الكثير من الجهد والوقت.
فشل وحدة "يهلوم" بتحمل ضغط العمل
وأشار التقرير الى فشل وحدة مكافحة الأنفاق في الجيش الإسرائيلي في تحمل ضغط العمل داخل القطاع ونقل عن أحد ضباطها قوله إن وحدته مهيأة للقيام بعمليات موضعية ومحددة وليس مكافحة 32 نفق مع تفرعاتها.
وبين أن هذا الفشل تمت ترجمته في دراسة الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة لفكرة إنشاء وحدة جديدة لمكافحة الأنفاق كجزء من العبر المستخلصة من حرب القطاع.