تاريخ النشر : 2009-07-14
حوار شامل مع المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين الأخ/ أبو بلال:
حوار شامل مع المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين الأخ/ أبو بلال:
أجرى المكتب الإعلامي لكتائب المجاهدين لقاءً موسعاً مع المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين الأخ/ أبو بلال وهذا نص اللقاء...
* بداية نحييك أخي أبو بلال بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
* أخي أبو بلال لو تكرمتم بإعطائنا نبذة مختصرة عن كتائب المجاهدين منذ تأسيسها وحملها لأسماء متعددة، ولماذا كتائب "المجاهدين" بالتحديد؟..
أخي الكريم انطلق العمل المسلح لكتائب المجاهدين مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة في إطار كتائب شهداء الأقصى، وقد نفذ مجاهدونا العديد من العمليات البطولية من عمليات استشهادية وإطلاق صواريخ وتفجير عبوات وتصدٍ للاجتياحات تحت هذا المسمى.
ومن ثم وبعد استشهاد القائد جهاد العمارين مؤسس كتائب شهداء الأقصى انعكست على الأرض صورتان لكتائب شهداء الأقصى.. صورةٌ تحمل البندقية وتدافع عن شعبنا وتقارع المحتل... وصورة أخرى لبندقية تقطع الطريق وتثير الفلتان الأمني, فاختار الشهيد القائد المؤسس عمر عطية أبو شريعة "أبو حفص" اسم كتيبة المجاهدين التابعة لكتائب شهداء الأقصى وقد اختير هذا الاسم بالذات لننأى بمجاهدينا عن أي عمل يشوب إخلاصهم مع الله عز وجل ولكي تبقى البندقية مشرعة فقط في وجه العدو الصهيوني ولأن هجرتنا إلى الله ورسوله ... وأما المجاهدين بالضبط ليعطي انطباع أن فكرنا ونهجنا نهج إسلامي أصيل مبني على العقيدة الصحيحة الصافية التي حملها المجاهدون على مر التاريخ.
ومن ثم ولنفس الأسباب السابقة وتزايدها قمنا بتجريد الاسم لتصبح (كتيبة المجاهدين) في فلسطين وذلك في الثامن من ابريل من العام 2006 مع استشهاد المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين الشهيد القائد/ سامي أبو شريعة "أبو مجاهد", ومن ثم جاءت محاولة اغتيال الأمين العام المفكر عمر أبو شريعة أبو حفص حيث أصيب إصابة بالغة، مع ذلك كان مشرفاً على كل أعمال الكتيبة ومواقفها إلى أن قرر إدارة الحالة من مختلف النواحي التنظيمية والعسكرية والمؤسساتية ليرتقي إلى العلياء بعد أن وضع نهجاً لا يمكن أن نحيد عنه أبداً... ومع الاستمرار المتواصل في التحاق أعداد كبيرة من الشباب المسلم العاشق للجهاد والشهادة في سبيل الله.. المؤمنين بفكر ونهج الكتيبة المبني على العقيدة الإسلامية الصحيحة.. واستمراراً في مشروع العمل المقاوم..قمنا بتحويل الاسم من (كتيبة المجاهدين) إلى (كتائب المجاهدين في فلسطين) ليستمر العطاء متواصل، والجهاد مستمر...فقد نفذت كتائب المجاهدين منذ نشأتها في بداية الانتفاضة إلى الآن مئات بل ألاف العمليات البطولية والتي أرقت مضاجع العدو لا سيما بصواريخها اللهابة، إلى هذه العملية الأخيرة عملية كسر الحصار المشتركة النوعية.
* كيف استطعتم أن تتجاوزوا عملية استشهاد المؤسس للكتائب "أبو حفص"؟..
استشهاد الأمين العام المؤسس للكتائب لم يكن خسارة لكتائب المجاهدين فحسب، بل كان خسارة لكل فصائل المقاومة في فلسطين بسبب هذا الفكر الإسلامي الذي يحمله وهذا النهج الذي انتهجه الذي كان مدعاة لأن يؤسس قاعدة صلبة يمكن أن يبنى عليها مسيرة طويلة من الجهاد والمقاومة حتى وإن كان هو بشخصه غير موجود , أي أنه عزز فكر المؤسسة والجماعة ولم يعزز فكر الشخص والفرد.
*عرفت كتائب المجاهدين بعملياتها المشتركة مع باقي فصائل المقاومة ... ما السر في ذلك وما هي أبرز تلك العمليات؟..
كتائب المجاهدين منذ أن انطلقت لتدافع عن شعبنا كانت تحمل فكراً وحدوياً مستمداً من الشريعة الإسلامية السمحة، حيث تنظر إلى فلسطين من منطلق عقائدي يجب أن يشترك الجميع كلاً دون استثناء في شرف الدفاع عنها، ونستذكر في هذا المقام الأمين العام أبو حفص "رحمه الله" حيث كان يردد دائماً (كل من يحمل فكرنا فهو معنا وان لم يحمل اسمنا), فقد كان أبو حفص رحمه الله تعالى وثيق العلاقة بقادة المقاومة لاسيما الشهيد خالد الدحدوح ومحمد الشيخ خليل من قادة سرايا القدس وأبو عطايا وأبو الصاعد من قادة لجان المقاومة الشعبية وحسن المدهون من قادة كتائب شهداء الأقصى.
ونذكر من أهم العمليات المشتركة، عملية غزوة حطين المشتركة والتي نفذها استشهاديان من كتائب المجاهدين ولجان المقاومة الشعبية التي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من ستة جنود صهاينة, وعملية كسر الحصار النوعية والتي كانت بالاشتراك مع لجان المقاومة الشعبية وسرايا القدس واتي أدت إلى مقتل ثلاث جنود ولإصابة العديد, أما عن العمليات التي كان لكتائب المجاهدين الباع الطويل فيها فنستطيع القول بأننا أطلقنا ألاف الصواريخ مع معظم فصائل المقاومة مع كتائب القسام, وكتائب شهداء الأقصى، وسرايا القدس، ولجان المقاومة الشعبية، وكتائب الشهيد احمد أبو الريش، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وكتائب العودة...
* في هذا الوقت الحرج من تاريخ القضية الفلسطينية كيف تنظر كتائب المجاهدين إلى الوضع الراهن؟...
في الحقيقة إن ما تعانيه فلسطين الآن هو أسوأ منعطف قد مرت به قضيتنا لاسيما في هذه الحالة القائمة على التشرذم والانقسام، حيث العدو استفرد بنا كلاً على حدا، ضرب حصاراً ظالماً على قطاع غزة ونكل بها أشد التنكيل، واستفرد بضفتنا الباسلة حيث نهب أرضها ولاحق شبابها، ونغص الحياة على مواطنيها بحواجز الموت والقتل، والقدس المباركة تشتكي إلى الله هؤلاء المسلمين الذين لم يدافعوا عنها ونسوها تعاني الويلات من هذا المحتل المجرم..
الوضع الآن جد خطير ويحتاج إلى مراجعة حقيقية لكل الأخطاء التي أوصلتنا إلى هذه الطريق والتي لا مناص منها إلا بأن نعود متوحدين ملتفين حول خيار البندقية والمقاومة الشريفة.
* مع قرب انتهاء المدة المعلنة لانتهاء التهدئة التي استمرت لأكثر من خمسة شهور... ما هو موقفكم منها؟.
نحن عندما وافقنا على التهدئة كانت هذه التهدئة بناءً على المصالح الوطنية العليا واستناداً لمصلحة الشعب الفلسطيني الذي عانى الأمرين جراء الحصار والعدوان المستمر عليه من قبل هذه الحكومة الصهيونية والتي قتلت مئات المرضى بمنعهم من السفر للعلاج بالخارج وحرمت التعليم لآلاف الطلاب ونشرت الفقر والبطالة والقِل لكي يغير شعبنا خياره الوحيد، وهو خيار المقاومة. وجاءت هذه التهدئة بالاتفاق مع فصائل المقاومة العاملة في قطاع غزة، أما أن العدو الصهيوني لم يلتزم بهذه التهدئة ولم يوفي بأي من استحقاقاتها، فإننا قد نفكر جدياً بإعادة النظر بها وكسرها في الوقت الذي تراه قيادة المقاومة ذلك مناسباً.
* ما هو رأيكم في تمديد التهدئة؟ وما هي شروطكم لتهدئة جديدة؟.
وجهة نظرنا أن المستفيد الوحيد من هذه التهدئة هو العدو الصهيوني ومغتصبي أرضنا المحتلة المحيطين بالقطاع، فلم يجنى منها شعبنا شيئاً لا على المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا الميداني. ونرى أن كل لحظة لا يشعر فيها العدو بخطورة وجوده عن أرضنا هي منزوعة من تاريخنا العريق.
وشروطنا لتهدئة جديدة أن تكون تهدئة بإجماع فصائلي فلسطيني، وأن تكون هذه التهدئة متزامنة ومتبادلة وشاملة تشمل فلسطين بأكملها وتفك الحصار عن قطاع غزة.
* كيف تنظرون إلى الحوار المرتقب بالقاهرة؟
نحن أكدنا بكل كلمة وبكل طلقة أطلقناها أهمية وحدتنا الوطنية في مواجهة هذا العدو الذي يتربص بنا صباح مساء، ففلسطين ما زالت تقبع في الأسر وما زلنا في منتصف الطريق، فنحن ندعم أية خطوة وأية مبادرة تهدف إلى لم الشمل الفلسطيني وتوحيد شقي الوطن، ونأمل من الله عز وجل أن يأخذ هذا الحوار خطى متسارعة وأن يكون على مستوى الأمانة والمسئولية الملقاة على عاتق الفرقاء الذين ينتظر شعبهم منهم خيراً ووحده..
* موقفكم من عمليات الاعتقال السياسي في الضفة والقطاع؟
نحن نرفض وبشدة مبدأ الاعتقالات السياسية وتكتيم الأفواه من أيّ كان لأنه يتنافى مع الأخلاق الوطنية السامية ففلسطين تحتاج إلى جهد الجميع كي يدافعوا عنها.
* كيف تنظرون إلى انتشار الأجهزة الأمنية في مدن الضفة المحتلة وخاصة مدينة الخليل؟
نحن نؤكد أننا ندعم أيّ خطوة تقوم بها الأجهزة الأمنية الرسمية في تدعيم والحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم وحمايتهم من العبث والفوضى، لأننا ننظر في كل أبنائنا من الشعب الفلسطيني ونتوسم فيهم خيراً بأن يكونوا على قدر المسئولية التي حملهم الله إياها...
* التنسيق الأمني أضر كثيراً بالمصلحة الوطنية.. كيف ترون ذلك؟
نحن نرفض أن يكون شكل العلاقة القائمة بين أية فلسطيني يحمل شرف انتمائه إلى هذه الأرض المباركة وعدوه الغاصب الظالم مبني على التنسيق والتعاون المشترك، لأن الأصل أن كل من يحمل هوية فلسطين هو شريك في الهم وجزء من معاناة الشعب، والمهمة الأصلية للأجهزة الأمنية هي تشكيل أرضية قوية ترتكز عليها فصائل المقاومة كي تتمكن من الدفاع عن شعبنا.
* انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجنيد العملاء بالصورة العلنية حيث اتصل الموساد بعشرات بل مئات الفلسطينيين مباشرة وعرض عليهم العمالة في وضح النهار، ناهيك عن العمالة التي تعرض على المسافرين وعمليات الابتزاز للمرضى المتوجهين داخل أراضينا المحتلة... ما رأيكم في ذلك؟
للأسف نستطيع أن نقول ما وصلنا إليه من هذا التدهور الخطير، وهذا التبجح الأخلاقي من قبل العدو الصهيوني جاء نتيجة للانقسام الداخلي حيث انشغل الفلسطينيين ببعضهم ونسوا قضيتهم الأساسية فلذلك ندعو جميع المسئولين والمعنيين إلى متابعة هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار لأن العدو الصهيوني لا يألوا جهداً في تجنيد العملاء لتسهيل المهمات عليه، وندعو فصائل المقاومة كافة لأخذ الحيطة والحذر من ذلك والتنسيق المشترك لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة.
* كلمة أخيرة لمن توجهها..
أوجه كلمتي الأخيرة وتتضمن ثلاث رسائل أولاها للشعب الفلسطيني المرابط الذي يعاني الظلم والحصار والقتل والأسر أقول لهم كما قال الله تعالى لعباده المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أما الرسالة الثانية فهي إلى الإخوة الفرقاء في حركتي فتح وحماس أدعوهم فيها إلى التسريع من الحوار وإنهاء الانقسام لكي يعود شقي الوطن متحدين جغرافياً وسياسياً وبشرياً لكي نستطيع أن نواجه عدونا المجرم.
أما الرسالة الأخيرة فهي إلى فصائل المقاومة الفلسطينية أقول لهم مزيداً من الصمود والتحدي فأنتم الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات الدنيئة والمحاولات الخسيسة لتصفية قضيتنا العادلة.