الضفة.. الدماء آخر صورة في 2014
المكتب الإعلامي- وكالات
تستعد كل منطقة ومدينة في العالم لاقتراب ساعة الصفر لنهاية العام 2014 وبداية العام الجديد إلا في بقعة تصاعد فيها ألم الجراح وسالت الدماء وما تزال؛ إنها الضفة الغربية فالشهداء هم صورة عام خلا وعام مرتقب، والدماء كانت لها السمة الأبرز في هذا العام، غير أنه في آخر ساعات 2014 تودع الضفة الغربية الشهداء وما يزال سيل الدماء مستمرًّا والسبب رصاص الاحتلال.
لا بواكي لها
وتسجل الساعات الأخيرة بصمة حمراء في أراضي الضفة الغربية؛ فالشهيد إمام دويكات في نابلس تداعى له الشهيد المسن محمد أبو حشيمة ليقول له مصابٌ هناك في حالة الموت السريري في بيت أمر "لبيك فلسطين" قبل أن يدخل العام الجديد من نكبة شعب حزين.
ويقول الناشط في اللجان الشعبية محمد عوض: "إن قوات الاحتلال أطلقت النار مباشرة دون وجود أي أخطار أمنية على الجنود صوب المركبة التي كان يستقلها الشبان، ما أدى إلى إصابة محمد إبراهيم عوض برصاصة أدخلته موتا سريريا في المستشفى، فبعد أن كانت البلدة تحاول لملمة جراح شهداء سقطوا خلال العام الجاري أصر الاحتلال على أن نودع العام بعام جديد بلون أحمر".
ويضيف عوض بأن الاعتداء على المواطنين بات شهية مفتوحة للجنود في البلدة وغيرها من القرى والمناطق المجاورة، حتى أن إطلاق الرصاص الحي هو بداية المواجهة دائما، فكل العالم يتحضر لاستقبال العام الجديد بصورة مفرحة ولقطة نادرة وبرنامج تطوير إلا الشعب الفلسطيني بدماء تسال ولا بواكي لها.
من جانبه يقول المواطن إبراهيم عبد العزيز: "كنت في زيارة لنابلس، وبعد لحظات من مروري بحاجز زعترة كانت فاجعة استشهاد الفتى دويكات وكأن دماء الشعب الفلسطيني رخيصة ليس لدى الاحتلال العنصري بل لدى العرب الذين يرسلون طائراتهم ليقتلوا الشعوب ويغضوا الطرف عن فلسطين وما يجري من مجازر ليكون العام الجديد على والدة الشهيد دويكات يحمل مزيدا من قهر تضخمت فاتورة حسابه".
ليس بعد!
ويرى مواطنون أن ما يجري من قهر وقتل بدم بارد للأهالي والأطفال على يد الجنود والمستوطنين ليس له سقف بنهاية عام وبداية عام آخر فكل الدقائق بالنسبة للاحتلال مهمة وفيها ترتفع أعداد الشهداء، ولا يبالي ذاك الجندي بقتل في لحظة لشاب تنتظر والدته تخرجه أو زواجه.
وتقول المواطنة إيمان عيسى: "بتنا أرقاما تسجل في كل عام فليس هناك غير المقاومة التي تجعل من قيمة الفلسطيني أمرا لا يمكن تجاوزه؛ فالضفة الغربية الخالية من مقاومة الردع أصبح يقتل فيها الطفل والشيخ والمرأة بحجج واهية لمعرفة الاحتلال المسبقة بأنها لا يمكن أن تخرج عن السيطرة، ويذهب عام ويأتي آخر وأعداد الشهداء في زيادة والحسرة والدموع تدخل كل بيت وتتوسع رقعتها والصمت سيد الموقف".