بين بقايا المنزل المدمر حكاية تجسد المأساة الكبيرة التي يعيشها سكان قطاع غزة... ففوق المساند الخشبية، وتحت السقف المتهاوي، بات أحد عشر فرداً ليلتهم يرتجفون من البرد، ليستيقوا وقد فقدوا رضيغتهم رهف أبو عاصي، ابنة الثلاثة أشهر.
أم محمد أبو عاصي، والدة الطفلة المتوفية رهف تبكي بحرقة لحظات شعورها ببرود جسد ابنتها، وفقدانها شيئاً فشيئاً مع ازرقاق جسدها.
الحكاية بدأت مع قذائف الإحتلال التي سقطت على المنزل في منطقة الزنة شرق خانيونس.. لم تقتل أحداً بداخله حينها، لكن الثقوب التي أحدثتها وما تسرب منها من ماء وهواء تكفلت بذلك.
أما أم علي أبو عاصي جدة الطفلة المتوفية فتحدثت عن خشيتها على باقي أحفادها من البرد والصقيع، مشيرة إلى أن رهف ضحية بريئة.
محاولات أبو محمد والد الطفلة رهف لانقاذ حياتها فشلت جميعها، مخلفة الحسرة ولا شي سواها في قلبه المكلوم.
وشرح أبو محمد عن محاولاته سد الثقوب، واشعال النيران، ووضع ملابسه على ابنته لإنقاذها، ويقول "لكني فشلت".
بعد فقدان رهف، بات كل ما يهم هذه العائلة هو الحفاظ قدر الإمكان على حياة أشقائها، حتى وإن تخلى عنهم الجميع، وتركوا كباقي سكان القطاع يواجهون مصيرهم لوحدهم.
دموع الأم على ما يبدو لن تكون الأخيرة في ظل المأساة المتكررة التي يعيشها الغزاويون في هذا الطقس بفعل ما خلفه العدوان، رهف رضيعة بريئة ذهبت وتركت خلفها سؤالاً واحداً... بأي ذنب قتلت ؟...