المكتب الاعلامى - غزة
تشير التقديرات في جهاز "الأمن" الإسرائيلي إلى أن منفذي الاعتداء الإرهابي في قرية دوما في الضفة الغربية، الذي أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة، وإصابة والديه وشقيقه بجروح حرجة، ينتمون إلى مجموعة يهودية أيديولوجية متطرفة نفذت في الماضي عددا من الاعتداءات الإرهابية.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، أن هذه المجموعة المتطرفة تعد بضع عشرات من النشطاء، الذين يسكنون في بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، ويتجولون في أنحاء البلاد بما في ذلك داخل الأراضي المحتلة عام 48.
ووفقاً للتقديرات الجديدة لجهاز "الحرب" الإسرائيلي، فإنه خلافا للماضي، هذه المجموعة لم تعد تسعى لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين كرد فعل على خطوات حكومة وسلطات إسرائيل ضد المستوطنات، وهي الاعتداءات التي تعرف ب"جباية الثمن"، وإنما لديهم خطة "أكثر طموحا"، وتتمثل بالأساس بتقويض الاستقرار في "إسرائيل" من أجل تنفيذ انقلاب في الحكم وإقامة نظام جديد يستند إلى الشريعة اليهودية.
وتعتزم هذه المجموعة، وفقا للصحيفة، ممارسة أعمال عنف بصورة منهجية ومتواصلة، من دون علاقة بما تفعله شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة إن الشاباك والشرطة "الإسرائيلية" تعرفا على التغيير الأيديولوجي في صفوف الشبان المستوطنين الذي كان يطلق عليهم تسمية "شبيبة التلال" أو "جباية الثمن"، في نهاية العام الماضي. ووفقا لهذا التغيير، فإن هذه المجموعة المتطرفة توصلت إلى الاستنتاج بأن إضرام النار في المساجد استنفذ، وأنه ينبغي التوجه إلى عمليات أوسع.
وضبطت الشرطة والشاباك مؤخرا وثائق تم فيها التعبير عن هذه الأفكار. وأحد النشطاء المتطرفين الذين عبر عن أفكار حول تصعيد الاعتداءات ضد العرب يدعى مائير إتينغر (23 عاما) الذي يسكن في بؤرة استيطانية عشوائية في شمال الضفة، وهو حفيد الحاخام الفاشي المأفون مائير كهانا.
وكتب إتينغر مقالا بروح هذه الأفكار ونشره في موق "الصوت اليهودي" الالكتروني. وطلب الشاباك في بداية العام الحالي وضعه قيد الاعتقال الإداري، إلا أن المدعي العام الإسرائيلي، شاي نيتسان، رفض ذلك. وفي نهاية الأمر جرى إبعاد إتينغر إلى صفد.
ووفقا للصحيفة، فإنه خلافا لما كان معروفا في الماضي، هذه المجموعة المتطرفة من الشبان اليهود، وأعمارهم في بداية سنوات العشرين، لا يقيمون اتصالات مع حاخامات ولا يعتبرون أنهم بحاجة إلى فتاوى من أجل تبرير أفعالهم. وهم يشددون على الحاجة إلى إظهار مناعة نفسية سواء بأفعالهم أو أثناء التحقيق معهم. كما أنهم يرفضون بشدة فرض وصاية خارجية عليهم.
وأكدت الصحيفة على أن الغالبية الساحقة من هذه المجموعة معروفة للشاباك والشرطة، حيث جرى في السنوات الأخيرة جمع معلومات استخبارية كثيرة عنهم. لكن أجهزة الأمن الإسرائيلية تزعم أن الصعوبة الأساسية تكمن في ترجمة المعلومات الاستخبارية إلى أدلة مجرّمة.