الشهيد المجاهد/هاني القايض "أبا محمد". المجاهد الصلب والعنيد، الرحيم على إخوانه وأبنائه والقاهر لأعدائه الميلاد والنشأة: ولد شهيدنا المجاهد/ هاني القايض، عام 1973م بمدينة غزة في حي الصبرة وتربى في أكناف أسرة فلسطينية مسلمة ومجاهدة وهو متزوج ورزقه الله بأربعة من الأبناء ثلاثة أولاد وبنت. قضى شهيدنا حياته بين إخوته وأبنائه أخاً ووالداً مؤمناً مجاهداً باراً بوالديه رحيماً بأبنائه. التزم شهيدنا المجاهد في صلاة الجماعة في المسجد، وحافظ على صلاة الجماعة فيه وخاصة صلاة الفجر، فلم يتغيب عنها إلا في وقت الحراسة والمرابطة في سبيل الله. و داوم على الجلوس في حلقات الذكر والقرآن الكريم. وتميز شهيدنا بصفات الشاب، المجاهد الاجتماعي، المحبوب والمتواضع والخجول المرح صاحب نفس مؤمنة داخلة السرور على قلوب إخوانها. عشق شهيدنا الرياضة فمارس رياضة كرة القدم وتنس الطاولة. في كتائب المجاهدين: التحق شهيدنا المجاهد في صفوف مجاهدي كتائب المجاهدين منذ تأسيسها فشارك في دورة الشهيد عاطف عبيات عام 2001م حيث كان مثالاً للالتزام بالأوامر العسكرية وتنفيذها وإتمامها على أكمل وجه، فكان شعلة من الحركة والنشاط والعمل. رغم أن شهيدنا لم يكن لديه من العلم الشيء الكثير، لم يعرف بعدُ الثرثرة والتشدق بالكلام، وتصفيف المعلومات الفقهية كلا – واللهٍ – بل عرف شيئاً واحدا هو (العمل - الجهاد)، فضحى بنفسه لله داعياً إخوانه من بعده أن تقدموا وكأني به يقول سيروا على نفس طريقي. موعده مع الشهادة: في صباح الأحد 5/2/2006م وفي ساعاته الأولى جاء اليوم الموعود الذي انتظره أبا محمد طويلاً فكان يحدث بعض إخوانه المجاهدين أنا لا أريد الدنيا وما هي إلا بضع ساعات بل لا تتعدى بعض الدقائق حيث قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف نادي الشمس الرياضي بأكثر من ثلاث صواريخ أدت إلى تدمير النادي بالكامل ذلك المكان الذي عشقه أبا محمد وكان كجزء من حياته وكان في ذلك الوقت شهيدنا هاني مرابطاً فيه فأصيب فارسنا بإصابات متوسطة فهب حينها مجاهدين من مجاهدي كتائب المجاهدين وهما الشهيد القائد/ ياسين برغوث، والشهيد المجاهد/ نصر مرشود بنقل مجاهدنا بسيارتهم إلى المستشفى وما هي إلا لحظات قليلة لا تتعدى بعض الأمطار حيث كرر العدو حقده اللعين على مجاهدينا فأطلق أربعة صواريخ في نفس الوقت من طائرتين كانت تحلق في المكان فأصابت الصواريخ السيارة التي كان يستقلها أبا محمد وإخوانه فكانت الشهادة التي طلبها هاني كثيراً وقد تمزق جثمان الشهداء ولم يعرف أشلاء الشهداء فارتقى شهيداً كما أحب وتمنى فقد تحققت أمنية فارسنا الذي كان يرددها دوماً تشييع الشهيد: لما بلغ نبأ استشهاد مجاهدنا أهالي المنطقة صدحت مكبرات الصوت من المساجد تزف خبر استشهاد ابن الكتائب...وفارس الرباط..وبطل المجاهدين...ورجل المواقف، وأعلنت كتائب المجاهدين أن تشييع الشهداء ومواراتهم الثرى سيكون بعد صلاة الظهر لتتوافد حشود المشيعين الذي عرفوا مجاهدينا فأحبهم وأحبوهم توافدوا على مسجد البراء بن عازب، وأحضر جثمان الشهيد من مستشفى الشفاء بغزة إلى بيت أسرته لتلقي عليه والدته وأخواته وإخوانه نظرات الوداع الأخيرة قبل أن ينقل إلى المسجد ليصلى المشيعون عليه صلاة الجنازة، وبعد الصلاة انطلقت المسيرة الحاشدة التي تجاوزت عشرات الآلاف من المشيعين إلى مقبرة الشهداء في الشيخ رضوان، حيث هتف المشاركون للشهداء مؤكدين على استمرار المقاومة على درب هاني ونصر وياسين ومن سبقهم من الشهداء الأطهار، وبعد أن وري جثمان الشهداء الثرى عاد المشيعين إلى منازلهم وما زالت سيرة الشهداء على ألسنتهم.