المكتب الإعلامي - الضفة المحتلة
لم يعد هذا الصوت غريبا في الضفة المحتلة، وإن غاب أو أسكت خلال السنوات الماضية إلا أنه وفي غضون أقل من شهر على بدء انتفاضة القدس عاد ليزغرد في جبال الضفة.
بدأت انتفاضة القدس بالسلاح حين قتلت خلية القسام مغتصبين اثنين شرق نابلس في الأول من أكتوبر الماضي، ثم تراجعت إلى السكين حين طعن مهند الحلبي مغتصبين آخرين في القدس بعد أقل من يومين، ثم بدأت المواجهات الشعبية بالحجارة تأخذ دورا غير منقطع إلى الآن.
المواجهات الشعبية التي تطوّع الحجارة والزجاجات الحارقة لصالحها وأحيانا العبوات محلية الصنع كانت هي الحاضر الرئيسي في انتفاضة القدس، ولكن حرب السكاكين وطريق عشاق الطعن أخذ دورا عريضا عن طريق تنفيذ أكثر من أربعين عملية في فترة زمانية قصيرة نسبيا لا تتجاوز الشهر، النائب عن كتلة حماس البرلمانية فتحي القرعاوي يرى أن الانتفاضة ما زالت تأخذ الطابع الشعبي.
ويقول لإذاعتنا:" ما زالت الانتفاضة تعيش دورها الشعبي والهبة الجماهيرية ما زالت في هذا الدور والملاحظ أن الفصائل لم تتدخل بشكل مباشر فهي فقط يقتصر دورها على الدعوات".
مساء الجمعة السادس من نوفمبر الحالي ربما شكل نقطة فاصلة في سير الانتفاضة؛ فقناص الخليل عاد ليكبّر برصاصات قليلة مصيبا فيها ثلاثة صهاينة على الأقل، تطور خطير ومؤلم في نظر المحتل أن يعود السلاح ليسيطر على المشهد رغم أن عمليات إطلاق النار تكررت على مواقع صهيونية ولكن دون إصابات أو أضرار، المحلل السياسي خالد العمايرة يعتبر أن جرائم الاحتلال خاصة بحق السيدات كانت مفجّر هذا التطور.
ويضيف لصوت الأقصى:" مع استمرار الاحتلال في الإعدامات الميدانية وقتل الشبان والشابات بسبب أو دون سبب هذا الأمر من شأنه أن يضغط باتجاه استخدام وسائل إصافية لردع الاحتلال".
التطور النوعي في سلاح المقاومة لن يتوقف بحسب المراقبين كونها الحالة التي تبدأ بها أي انتفاضة، القرعاوي يؤكد على أن الانتفاضة جاءت بسبب انعدام الأفق السياسي واستمرار الجرم الصهيوني وأنها ستتطور إن استمر الوضع على حاله.
ويتابع:" جاءت بناء على أمور معينة في الساحة كاليأس من المفاوضات والكلام الذي يسمع في الصباح والمساء من المستوى السياسي وهذا التطور سيكون أكثر مما يتوقعه الاحتلال أو المحللون السياسيون".
الاحتلال في ورطة إذا؛ فالأسد النائم في الضفة بدأ يزأر في الخليل وربما يستيقظ في بقية المدن، حالة إرباك يعيشها رئيس حكومة الاحتلال لا يدري أمامها كيف يتصرف.
ويوضح العمايرة بأن نتنياهو في ورطة حقيقية لأن كل قمع وإعدام ميداني يقابله إصرار فلسطيني على مواصلة الانتفاضة والسلطة للأسف تكرر نفس الكلمات صباح مساء وتتصرف كالمتفرج إلى حد كبير.
هي الانتفاضة تستنسخ شكلها كما رسم اسمها في واقع جديد وظروف مختلفة عما سبق؛ لتحمل في طياتها هذه المرة المفاجآت والتطورات فردية كانت أم تنظيمية متوقعة.