قال موقع “والا” الإخباري: “إن النقص في النقاشات العسكرية والأمنية لدى المستوى السياسي الإسرائيلي في تحديد الأهداف الاستراتيجية للمواجهة العسكرية القادمة في لبنان وغزة، سيجعل من المعركة القادمة مثل سابقاتها، بل ستكون أكثر خطورة مما سبقها، ولا أظنها تكون بعيدة”.
وأضاف أنه “كان واضحا منذ اللحظة الأولى التي ترأس فيها آيزنكوت الجيش أن ليس لديه وقت كثير ليضيعه، حيث أقر خطة “جدعون” لتطوير الجيش، وتضمنت تسريح خمسة آلاف من صفوف الخدمة النظامية، وتقليص خمسة من المواقع القيادية في هيئة الأركان، وتخفيض عدد من القيادات الميدانية، وإقامة ذراع جديد في الجيش يسمى “السايبر” للحرب الإلكترونية، وكتيبة الكوماندوز لتنفيذ العمليات الخاصة.
وأشار فينكل إلى الإجراءات العسكرية التي قام بها رئيس أركان جيش الاحتلال الحالي “غابي آيزنكوت” التي كان لها الدور الأكبر في استهداف حزب الله، حين كان قائدا للمنطقة الشمالية عام 2006، ونائبا لرئيس الأركان في الحرب الأخيرة على غزة 2014.
وأصدر آيزنكوت أيضا وثيقة غير مسبوقة تسمى “استراتيجية الجيش الإسرائيلي” ضمنها رؤيته القتالية للفترة القادمة، وهي الوثيقة الأولى التي تنشر منذ عهد “ديفد بن غوريون” (رئيس الحكومة ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق) وحدد فيها آيزنكوت التهديدات التي تتطلب من جيش الاحتلال مواجهتها، والاستعداد لها، سواء تلك المتعلقة بالمخاطر المتمثلة بالدول البعيدة مثل إيران، أو المنظمات مثل الفصائل الفلسطينية وحزب الله.
وتوقع فينكل أنه في الحرب القادمة سيشن جيش الاحتلال عمليات متشابكة، مع تفعيل القوة النارية المكثفة الدقيقة في الوقت ذاته، وهي جزء من استخلاص الدروس التي تعلمها من حربه على لبنان 2006، وحربه الأخيرة على غزة 2014.
إذ أجرى الجيش العام الماضي تدريبات عسكرية مفاجئة، على اعتبار أن الاعتقاد السائد لديه يفيد بأن المواجهة القادمة في غزة أو لبنان تندلع دون إنذار مسبق، مما يتطلب عملاً عسكريا مكثفا سريعا، بالتزامن مع بقاء القوات العسكرية في المنطقة المستهدفة من الحرب.
وختم بالقول: “إن الحروب التي قد تخوضها “إسرائيل” في المستقبل لا يجب أن تعيدها لحروب الماضي، ولذلك فإن حرب غزة 2014 لا تشبه كثيرا حرب غزة الأولى عام 2008، كما أن الحرب القادمة في غزة ستكون أكثر تعقيدا من الحربين السابقتين”.