كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن أن جيش الاحتلال يقوم بأعمال حفر مكثفة على طول حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 بحثا عن أنفاق للمقاومة الفلسطينية.
وقالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية الصادرة اليوم الثلاثاء، إنه في محاولة لتهدئة مخاوف المستوطنين الذين يعيشون على حدود غزة، بدأت فرق الهندسة العسكرية في جيش الاحتلال بحفر خندق على طول حدود قطاع غزة ، بحثا عن أنفاق حفرتها حركة "حماس" من داخل قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة عام 48.
وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف المستوطنين زادت مع إعلان حركة "حماس" الأسبوع الماضي، أنها رممت الأنفاق التي تم تدميرها خلال حرب صيف عام 2014، والتي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "الجرف الصامد".
ونوهت الصحيفة إلى تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية الذي أكد خلالها، أن "فصائل المقاومة في حالة من الإعداد الجاري تحت الأرض، فوق الأرض، في البر والبحر"، خلال مسيرة لتكريم سبعة شهداء من كتائب "القسام" استشهدوا إثر انهيار نفق للمقاومة الثلاثاء الماضي.
وقالت الصحيفة إن تصريحات هنية أن "حماس" لديها ضعف عدد الأنفاق التي استخدمت في حرب فيتنام ضد القوات الامريكية زاد من حالة القلق والمخاوف لدى المستوطنين ، وأدى إلى تصاعد الشكاوى من سماع أصوات حفر تحت منازلهم خلال الليل في المستوطنات المقامة على طول حدود قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة أنه لم يعثر حتى الان على أي نفق هجومي يمتد من غزة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48
وادعت الصحيفة أنه خلال عملية الجرف الصامد، اكتشف مهندسو جيش الاحتلال ودمروا 32 نفقا، ومنذ ذلك الحين، وبمساعدة الولايات المتحدة، تم وضع معدات تقنية للكشف عن الأنفاق على طول الحدود التي تمتد على مسافة 65 كم.
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة جيش الاحتلال في فرقة غزة، عقدوا خلال الأيام الماضية عدة لقاءات مع المستوطنين وقادتهم بهدف تخفيف مخاوفهم، والإجراءات التي يتخذها الجيش لاكتشاف الأنفاق، كما أكدوا خلال هذه اللقاءات على نقطة أن حماس ليست مهتمة في تصعيد الوضع.
ونقلت الصحيفة عن قائد الفرقة، ايتاي فيرور خلال لقاء مع رؤساء المستوطنات قوله: نحن مدركون للخطر ونستثمر جهود وموارد كبيرة لتحديد مكان الأنفاق.
وأضاف "من الواضح لنا أن حماس تحفر، وهذا هو افتراضنا"، مؤكدا أنهم لا يملكون حل شامل للتعرف على الأنفاق، لكننا نعمل بدون توقف ونبحث في المنطقة.
وأشار إلى أنهم يضغطون على الحكومة لبناء "سياج ذكي" على طول الحدود، والتي ينبغي أن تكون قادرة على تحديد مكان حفر النفق، لكن عدم وجود ميزانية هي التي تؤخر إقامة هذا السياج .
وأكد لهم أن كل شكوى حول سماع اصوات حفر في منتصف الليل يتم فحصها بدقة، كما أن هناك أيضا نشاط الاستخبارات الجاري لتحديد موقع الأنفاق.
وقالت الصحيفة: إن أساس المخاوف لدى سكان المستوطنات بدأت بعد تصريحات ضابط في جيش الاحتلال خلال اجتماع مع رؤساء المستوطنات، والذي أكد فيها أن قوة "حماس" العسكرية تعافت بالفعل وأنها على استعداد لأي تصعيد محتمل. كما قال الضابط لهم أن حماس تواصل حفر الأنفاق.
في أعقاب هذا التصريح، بدأ المستوطنون على طول الحدود مع قطاع غزة ، يشكون من سماع أصوات قادمة من تحت الأرض.
وفي يوم الجمعة الماضي، وبينما كان مستوطنون يسيرون في مستوطنة "سديروت"، لاحظوا حفرة في الأرض فظنوا أنها نفق، واتصلوا بجيش الاحتلال الذي فحص الحفرة ليتبين بعد ذلك أنها حفريات أثرية.
وقال أحد قادة المستوطنين للصحيفة: "نحن نأخذ هذه المسألة على محمل الجد. "الأنفاق هي التهديد الذي يخلق الكثير من المخاوف، ويجب أن تبقى هذه المسألة أولوية قصوى، وأن تكون هناك يقظة دائمة من جانب الجيش".
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات معارضين سياسيين لنتنياهو الذين دعوا لاتخاذ إجراءات عسكرية وقائية ضد أنفاق "حماس" في غزة، وردا على هذه الانتقادات وجه نتنياهو تحذيرا لحركة "حماس" يوم الأحد الماضي.
وقال "سوف نتخذ إجراءات قوية ضد حماس، مع قوة أكبر بكثير مما تم استخدامه في عملية الجرف الصامد في حال شنت حماس هجوما عبر أحد الأنفاق.
ولعبت الأنفاق التي حفرتها "كتائب القسام" دورا مهما خلال الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014، حيث نفذت من خلالها سلسلة عمليات فدائية انطلقت منها، وشاركت من خلالها في التصدي لقوات الاحتلال موقعة العشرات من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال.