اعتبرت أوساط صحفية صهيونية العملية التي نفذها 3 شبان من منطقة جنين أمس بالقدس المحتلة والتي أسفرت عن استشهاد المنفذين الثلاثة وقتل مجندة وإصابة عدد من عناصر شرطة الاحتلال بجراح بأنها غير تقليدية، وبنيت على أساس مركب ومخطط له وهي أولى المحاولات لتنفيذ عملية مركبة منذ اندلاع الانتفاضة الجارية مطلع أكتوبر من العام الماضي 2015.
الجديد في العملية بحسب “عاموس هريئيل” الكاتب والمحلل السياسي والعسكري بصحيفة “هآرتس” العبرية أنها نفذت بواسطة أسلحة نارية وسكاكين وعبوة ناسفة لم تنفجر، وأن المنفذين الثلاثة أبوا أن ينفذوا العملية على أقرب نقطة تماس مع الجنود وهو حاجز الجلمة القريب، بل أرادوها عملية مدوية وفي قلب القدس المحتلة مفجرة الانتفاضة الحالية، وبالتالي اعتبارها بمثابة هزة أصابات أجهزة المخابرات بصدمة”.
وقال هرئيل في مقالة نشرها اليوم: “منفذو العملية على ما يبدو خططوا ودرسوا التفاصيل بحذافيرها حتى لا يدعو مجالا للخطأ، وعلى الرغم من أنهم الثلاثة لم يكن لهم في يوم من الأيام أي نشاط في صفوف أي تنظيم فلسطيني، إلا أنه لا يمكن النظر إلى العملية باعتبارها “عملية فردية”، وذلك بسبب عدد المشاركين، واستخدامهم السلاح الناري في العملية، والانتقال من شمال الضفة إلى القدس، وعبور جدار الفصل، كل هذا دون أن يتركوا وراءهم خيط للشك في نيتهم وخططهم وبالتالي كشفهم”.
ويضيف الكاتب “منفذو العملية تحلوا بالصبر والسرية وحصلوا على درس واسع من الجرأة، وعملوا وكأنهم جهاز أمني استخلصوا العبر من محاولات تنفيذ عمليات سابقة، وخططوا لإيقاع أكبر عدد من القتلى باستخدامهم السلاح الناري واختيار تنفيذ العملية من خلال مجموعة مؤلفة من ثلاثة شبان”.
العملية في مجملها بحسب الكاتب مدعاة لبذل المزيد من الجهود والعمل الميداني من قبل جهاز “الشاباك” لكشف تفاصيل العملية التي وإن تمكن من كشفها سيكون بالفعل مذهولا من هؤلاء الشبان، من خلال المسار الذي سلكوه حتى وصولهم إلى القدس، وكيف تمكنوا من دخول القدس المحاطة بالجدار، والبحث عن إجابة حول ما إذا كانوا قد دخلوا مسلحين عبر ثغرة في الجدار، وما إذا كانوا قد حصلوا على السلاح في القدس، والبحث عمن سلمهم السلاح، كل ذلك مهمات تقع على عاتق جهاز المخابرات، بحسب الكاتب.
ويشير الكاتب إلى عشرات الخلايا التي زعم جهاز الشاباك اكتشافها قبل وصولها لمرحلة التنفيذ ممن كانوا يخططون لعمليات مشابهة وبدرجة أقل ربما، متسائلا، لماذا لم تكتشف أجهزة الأمن أمرهم أثناء التحضيرات المسبقة للثلاثة لتنفيذ العملية، على اعتبار أنهم أكثر من شخص وبالتالي يمكن ان يطلق عليهم اسم خلية، كما تساءل، كيف للشاباك أن يغفل عن هذه الخلية خصوصا أن أحد منفذيها كان قد كتب على صفحته في الفيسبوك أنه سينفذ عملية انتقاما لصديقه الذي استشهد برصاص الجيش قبل عدة أسابيع.
ويشير “هرئيل” في مقالته إلى تاريخ بلدة قباطية الطويل في تنفيذ العمليات المختلفة ضد الاحتلال ، ويقول: “منذ العام 1988، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى أقدم سكان القرية على إعدام أحد أكبر المتعاونين مع المخابرات ، وهو أحمد عايد، وفي أعقابه ذلك تم إعدام عدد كبير من المشتبهين بالتعاون مع “إسرائيل” في القرية، وفي الانتفاضة الثانية شارك العشرات من أبنائها في تنفيذ عمليات”.