الشهيد القائد/ إبراهيم صالح الغوطي صانع سهام الموت الجنة من بداية الطريق...حيث أريق دمك يا إبراهيم في سبيل الله.. لكي يعلن هذا الدم الساطع الزكي الطاهر بداية الصعود الشامخ على ارض المجد والرباط، و لكي تأخذ قضية فلسطين بعدها الحقيقي... ليس عبر الشعارات، بل عبر شلال دم نوراني لم يتوقف، حيث كنت أيها القائد احد روافده... فمضيت مسبحاً بحمد ربك الذي جعلك ورفاقك المجاهدين لتكونوا سيوفاً منتقمين على رقاب الصهاينة المجرمين... وجعلكم جنود العزة والكرامة لهذا الدين العظيم...ولتشددوا ضرباتكم الموجعة ضد هذا العدو المجرم في عمق عمقه...وتسددوا رمياتكم... وتصوبوا بنادقكم... وتضغطوا على أحزمة التفجير...ولتحرقوا الأرض، وتشعلوها لهيباً من فوقهم ومن تحتهم... ولكي لا تجعلوا لغة سوى لغة الجهاد والمقاومة سبيلاً لتحرير الأرض والإنسان. ومضيتم... مرابطين فوق أرض الرباط حين عز الرباط... وخضتم القتال واعنف القتال حين عز القتال... وحملتم السلاح في زمن عز فيه السلاح... قبضتم على جمرة الدين وجمرة الوطن... وصعدتم والدنيا من حولكم في هبوط وانحطاط... واشتعلتم بالفرح والأمل والدم حين انطفأ الآخرون... وانتم ذاهبون إلى الشهادة فداء للأمة والوطن فيما قادة الأمة ماضون في غيهم... فكان موعدكم مع التاريخ، وكانت الأمة على موعد مع ثورتكم الباسلة، التي ولدت عملاقة، وشمخت بسواعدكم... تلك حكاية الفتى الذي مضى شهيداً بإذنه تعالى: صانع سهام الموت الشهيد القائد/ إبراهيم صالح حسن الغوطي "أبا خليل" قائد كتيبة التصنيع في كتائب المجاهدين نشأته وتعليمه: ولد الشهيد القائد إبراهيم صالح الغوطي في حي تل السلطان بمدينة رفح الصامدة بتاريخ 13/12/1984م، ورضع لبان الثأر منذ الصغر وتربى في ظل عائلة كريمة مجاهدة صابرة ضحت ولاقت الكثير الكثير في سبيل نصرة هذا الدين العظيم، تنحدر أسرته إلى قرية هوج الفلسطينية التي هجر أهلها كما جميع أهلنا في أراضي فلسطين عام 1948م. تلقى تعليمه في مدارس رفح البطولة ومن شغفه لحب العلم الشرعي الأصيل بحث لدرسته الإعدادية عن مدارس شرعية فوجد ضالته في مدارس الأوقاف الشرعية، فأكمل بكل جد واجتهاد الإعدادية والثانوية فيها، وكان في تلك الفترة وعندما وصل إلى الصف الثاني الثانوي بدأت انتفاضة الأقصى المباركة، فهب أبا خليل هبة الأسد ليشارك في كل فعالياتها، تارة برشق الحجارة على مغتصبات العدو وحواجزه المحيطة بالقطاع، وتارة بالمشي في المسيرات الغاضبة والتي تطالب بالمحافظة على الثوابت الإسلامية والوطنية، وتارة بالمشي في أعراس الشهداء الذين يرتقون إلى العلا مدافعين عن دينهم في فلسطين الحبيبة ومن الجدير بالذكر أن شهيدنا المجاهد ولد وتربى ونشأ نشأة إسلامية خالصة تميزت بحب الله ورسوله والمؤمنين، والطاعة التامة لرب العزة سبحانه وتعالى فانتفض شهيدنا القائد ليشارك في ضرب العدو الصهيوني وانضم في صفوف الجهاد والمقاومة ليقاتل ويقارع المحتل وحصل على عدة دورات عسكرية نوعية كانت تقوم بها بعض التنظيمات الفلسطينية المجاهدة، فكان لشهيدنا القائد ما تمنى حيث كان له الأثر الأكبر في دك حصون العدو من خلال المشاركة الفعالة من خلال العمليات العسكرية والمهام الجهادية التي كان يوكل بها من قادته إلى جانب مشاركته في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدينة رفح، قبل أن يسكن حي الزيتون بغزة، حيث انضم إلى إخوانه المجاهدين في حي الزيتون وشارك شهيدنا في جهاز الرصد الميداني لما يعرف عنه من يقظة إلى أبعد الحدود وتمتعه بالسرية التامة في العمل حتى على اقرب المقربين إليه، وكلف أبا خليل بمرافقة العديد من القادة العسكريين ذوي الأهمية العالية في ميدان الجهاد والمقاومة في فلسطين. إنضمامه لكتائب المجاهدين: في بدايات العام 2004م انضم شهيدنا المجاهد إلى صفوف كتائب المجاهدين حيث برع في العمل العسكري الميداني، ونال بعد فترة وجيزة غير مسبوقة بثقة القيادة والجهاز الدعوي في الكتائب مما ساعده إلى الدخول في وحدة التصنيع الحربي في الكتائب، فتعلم التصنيع في فترة بسيطة على يد قائده ومعلمه وأبيه الروحي الشهيد الشيخ المفكر عمر عطية أبو شريعة أبو حفص. الذي كان شهيدنا القائد أبا خليل متعلقاً به تعلق الابن بأبيه والتلميذ المخلص بشيخه وكان شهيدنا القائد ابا خليل من ضمن ما تعلمه من شيخه المفكر أبا حفص إن الجهاد والمقاومة في سبيل الله ليست حكراً على أحد وأنه يتوجب على المجاهد المخلص أن لا يبخل على إخوانه المجاهدين من كافة الفصائل المقاومة والمجاهدة بأي معلومة أو بما يحتاجونه من إمكانيات ولو كانت قليلة فكان شهيدنا القائد نعم المنفذ لوصايا الشيخ المجاهد أبو حفص فقد كان عنواناً في احتضان كثير من المجاهدين من كافة فصائل المقاومة ومن خلال إعطائهم المعلومات التي تعلمها في مسيرته الجهادية. ومن الجدير ذكره أن لأبي خليل اليد الطولى بعد فضل الله عز وجل في تطوير صاروخ الحفص والعبوات التفجيرية فقد كان أبا خليل يتمتع بعقلية غير محدودة في مجال التصنيع الحربي والعسكري موعده مع الشهادة: عرف عن شهيدنا أبا خليل بأنه دائماً ما كان يشارك في تشييع الشهداء والمشاركة في جنازاتهم ولأن أبا خليل العاشق الشهادة الطالب لها دائماً جاء قدره في العشرين من يناير لعام 2008م فبعد عدة محاولات صهيونية فاشلة لاغتيال القائد إبراهيم الغوطي أبا خليل، وبعد أن كان عائداً من الاحتفال التأبيني للشهيد المجاهد/ زياد أبو طاقية، وأثناء عودة القائد مع أحد إخوانه المجاهدين، مشياً على الأقدام، قامت غربان الشر الصهيونية بإطلاق صاروخين عليهما مباشرةً وذلك في منطقة الشيخ رضوان، مما أدى إلى استشهاد القائد أبو خليل على الفور وعندها نال أبا خليل ما تمناه دائماً وما عمل إليه طيلة حياته، إنها الشهادة في سبيل الله مبتغى كل مسلم مجاهد. رحمك الله يا صانع سهام الموت فلله دربك أبا خليل