أهم الأخبار

وعد بلفور والربيع العربي.......بقلم ا.ابوبلال

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
 وعد بلفور والربيع العربي.......بقلم ا.ابوبلال     كنت قدكتبت قبل عدة أعوام مقالا بعنوان وعد بلفور والنوم العربي ولكن يشاء القدر ان يتحول النوم الى يقظة بل ربيعا يعم أرجاء الارض , نعم ان الموازين اختلفت بعد ان خسر الاستعمار معظم ادواته في البلاد العربية بعد ان سقط ثلاث من رموز الظلم والاستبداد علي ايدي الثائرين العرب . ان وعد بلفور الذي اعطاه من لا يملك لمن لا يستحق لم يكن إلا بعد تشرذم العرب وضياعهم ولم يثبت على الأرض بقيام دولة الكيان الا بسبب فساد الأنظمة العربية وتخاذلها عن نصرة فلسطين. ان هذا الوعد الشيطاني الذي اعطاه وزير خارجية بريطانيا ارثر بلفور لصديقه الصهيوني روتشلد لم يكن مجرد وعد نظري, بل تستطيع القول وبكل تأكيد أنه وعد عملي, تبعته خطوات إجرامية, تعسفية ضد أهالي فلسطين, حيث واجهوا الصعوبات التي فرضتها إدارة الانتداب على كل المعاملات المدنية الفلسطينية, من تجارة وزراعة وتعليم وتنقل وعمل وحرية فكرية, كان البريطانيون بالفعل آباء لهذا الوعد الشيطاني, الذي أخذ خطوات متسارعة على الأرض, فإعدام الفلسطينيين لم يتوقف وقمع الاحتجاجات استمر وملاحقة الثورة ورجالاتها, فلم يترك أزلام الاستعمار من ينادي بفلسطين وهويتها إلا ولاحقوه, وبالمقابل كانت تقدم كل التسهيلات للهجرات اليهودية إلى فلسطين وإسكانهم بها عنوة, ناهيك عن المعونات المادية واللوجستية, والحماية الأمنية, إلى تدريب عصابات الهاجانا في معسكرات الجيش البريطاني, إلى أن وهبوا كل أسلحتهم ومقراتهم وأجهزتهم كاملة متكاملة للعصابات الصهيونية, لينفذوا أبشع المجازر بحق أهلنا, وذلك فور إعلان بريطانيا انتهاء الانتداب على فلسطين. الواقع العربي المرير بدا بالتغير والظلام بدا ينقشع ليحل بدلا منه الفجر الجديد ,فالمطلوب من جماهيرنا العربية الثائرة من المحيط إلى الخليج تحديد الهدف وتصويبه ليكون المقصد من الثورة العربية العارمة بعد رفع الظلم عن بلادهم رفع الظلم عن قبلة الجهاد الاسلامي فلسطين , فلا ينكر احد ان تلك الأنظمة البائدة كانت عاملا قويا بترسيخ وعد بلفور المشئوم وتثبيته بنصرة الكيان وحمايته على حساب الفلسطينيين المقهورين, فبريطانيا التي قطعت الوعد ونفذته عمليا هي وحليفتها أمريكا لهم مصالح كبيرة في بلادنا فلابد ان تتعرض مصالحهم للتهديد والخطر ,فيجب توجيه جهود الثورة نحو ذلك حتى نستطيع اقتلاع السرطان المسمى باسرائيل.