أهم الأخبار

الانتصار في زمن الانكسار

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
بقلم/ غسان مصطفى الشامي ما حققته المقاومة اللبنانية من انجاز كبير في صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين حزب الله والعدو الصهيوني شَكّل ضربة قاصمة لهذا العدو وهزيمة جديدة تضاف إلى سجل هزائمه وإخفاقاته العسكرية، وحققت الصفقة انتصار كبير للأمة الإسلامية والعربية على هذا الكيان الغاصب. انه يوم تاريخي عاشته لبنان وفلسطين والعالم العربي احتفاءً بهذا الإنجاز الكبير للمقاومة وهذا الشرف العظيم وهم يُلبسون الأمة تاج الوقار والعزة، لقد اختلف المشهد بين الحالة المذلة للعدو وبين حالة البهجة والسرور التي عاشها المواطن العربي بتحرير الأسرى اللبنانيين واستعادة جثامين الشهداء .. ها هي لبنان تتوحد وهي تستقبل الأسرى المحررون، ها هي لبنان تعلن عهدا جديداً وتتعالي وتتسامى على كل الجراح وتخرج لتستقبل أبنائها المحررين مجلجلين بالنصر المبين في هذه الصفقة المشرفة .. نبرق بالتحية لكافة الأسرى في سجون الاحتلال وهم يسطرون أسمى آيات الفخار والكبرياء وهم قدموا التضحيات الكبيرة نحو تحرير هذا الوطن من دنس المحتل الغاشم، كما نبرق بالتحية لرجال المقاومة .. فهم الشعلة والمنارة التي أنارت للأحرار درب الطريق .. ها هي المقاومة تعطي الدروس والعبر في كيفية التعامل مع الاحتلال، وما هي الطريقة التي يفهمها.. وها هي المقاومة تحصد ثمارها الجنية وهي تستقبل أحرارها بابتهالات النصر المؤزر وتراتيل التحرير المبين .. قد لا يستطع المرء التعبير عما يختلج في قلبه من مشاعر الفخر والاعتزاز وهو يرى الانتصار الذي حققته المقاومة الباسلة وأذاقت العدو الذلة والمهانة وهو يستقبل رفاته جنوده منكسرا ومحبطا .. لقد انتصرت إرادة المقاومة وتحقق الوعد الصادق، وكُسرت القاعدة الصهيونية في الإفراج عن أسرى المحكوميات العالية، وبقي لنا أن ننتظر صفقات أخرى لتحرير باقي الأسرى وعلى رأسهم ذوي الأحكام العالية .. لقد وصف المحللون الصهاينة هذه صفقة التبادل بأكثر سخافة والأرخص في تاريخ دولة الاحتلال، فقد قال احد المحللين أن حزب الله حَوّل "دولة الكيان" إلى أضحوكة فيما يَشعر الصهاينة بالخزي من هذه الصفقة التي أذلتهم.. لقد تزامنت صفقة تبادل الأسرى المشرفة مع الذكرى الثانية لانتصار المقاومة في حرب لبنان الثانية والتي كشفت عن الأزمات الكبيرة التي يحياها الكيان الصهيوني الهش،  فيما تسببت خسارة العدو الصهيوني في حرب لبنان بأزمات نفسية للجنود الإسرائيليين الذي يعانون من صدمات النفسية، ومازالت مشاهد وأصوات وكوابيس الحرب ماثلة أمامهم . هذا ما آلت إليه حياة الجنود الصهاينة، فقد أصبحت أجسادهم مرتعا للأمراض النفسية، ولم تعد لهم قدرة على المواجهة والحروب، كما أنهم يعيشون أزمات متراكمة بسبب الظروف الحالية التي يمر بها الكيان الغاصب. ومن نصر إلى نصر... إلى الملتقى...