أهم الأخبار

عكــــــــــــــا أولاً ؟َََ!!!

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
بقلم/ الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية   1- لا يخفى على عاقل اليوم أن ما يرشح عن المجتمع الإسرائيلي من فتاوى سياسية أو دينية صادرة عن قيادات سياسية أو دينية فإنها تدعو إلى طرد فلسطينيي الداخل المنزرعين في أرضهم في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة سواء كان ذلك صراحة أو تورية. 2- فهذا (كرمئيل أبراهام ) الذي أعطى لنفسه لقب الحاخام الأكبر لمدينة كرميئيل صرح في بداية عام 2008م وتحديدا عشية عيد الفصح العبري وقال : إن انتقال العرب من القرى المجاورة لكرميئيل وسكنهم في المدينة هو غزو عربي لأرض إسرائيل وتحديدا لكيانها اليهودي وأضاف أن كرميئيل أنشئت لتهويد الجليل وأقيمت لليهود فقط ... وانه سيفرض حرمانا على بيع وتأجير البيوت للعرب في كرميئيل إذ لا يعقل أن تسكن اليوم أكثر من ألف عائلة عربية في كرميئيل في الوقت الذي يوجد يهود مشتتون في العالم . 3- وهذا الحاخام ( زلمان ملاميد ) وخلال مؤتمر لرجال دين يهود أقيم في مدينة الرملة في منتصف عام 2008م اصدر فتوى تحرم إقامة العرب في البلاد وتدعو لمنح المواطنة الفورية لكل يهود العالم , أما الحاخام ( يعقوب ارئيل ) فقد اصدر فتوى خلال هذا المؤتمر تحرم تشغيل العمال العرب في الزراعة والبناء وقال : ( إذا كانت مجموعة من العمال اليهود قادرة على بناء 30 منزلا فيما تستطيع مجموعة مماثلة من العرب وبنفس المدة الزمنية بناء 50 منزلا فيجب تفضيل العامل اليهودي . وأما المدعو ( دودي دودكفيتش) الذي أعطى لنفسه لقب حاخام مستوطنة يتسهار فقد اصدر فتوى خلال هذا المؤتمر تحرم بناء المنازل اليهودية عل يد عمال بناء عرب كونهم يدعمون" الإرهاب" !! وأضاف : (علينا المحافظة على أخلاقنا بتشغيل اليهود فقط) . 4- وهذا المدعو ( دوف ليؤور ) الذي أعطى لنفسه لقب رئيس رابطة حاخامات المستوطنات قد أكد في هذا المؤتمر " أن إسرائيل ارتكبت خطأ خلال حرب حزيران - يونيو- عام 1967م بعدم استكمالها طرد العرب من المدن المختلطة حيفا ويافا وعكا واللد والرملة" . 5- وهذا المدعو شموئيل الياهو الذي أعطى لنفسه لقب حاخام صفد قد اصدر سلسلة فتاوى في هذا العام 2008م تدعو إلى ضرب العرب والتسبب لهم بالألم حتى ينبطحوا على الأرض ويطلبوا النجدة وقد كان بشخصه وفتاواه احد المشاركين في ذاك المؤتمر . 6- وأما على صعيد الفتاوى السياسية والقيادات السياسية فهذا قائد هيئة الأركان الأسبق في الجيش الإسرائيلي" موشيه بوغي يعلون" وخلال مؤتمر نظمته إحدى المنظمات اليهودية بتاريخ 11 - 9 - 2008 م في مستوطنة نهلال في مرج ابن عامر قد أكد انه ليس هناك مجال للتعايش لان المواطنين العرب معنيون بطرد اليهود من البلاد وأشار إلى عدم إيمانه بالسلام بين اليهود والعرب وبحياة الشراكة بينهم وقال في كلمته إنه كان يساريا ومواظبا على قراءة صحيفة" دفار" عشية تجنده للجيش .... لكن الخدمة العسكرية طيلة السنوات العشر الأخيرة دفعته للاستيقاظ ولفهم الحياة فتحول لمعسكر اليمين . 7- وقد اشرف على هذا المؤتمر منظمة تطلق على نفسها اسم" لجنة المتابعة الخاصة بتطبيق قيم الصهيونية" وقد جاء في البيان الختامي لهذا المؤتمر ما يلي : ( في إسرائيل سيعيش فقط مواطنون وسكان يقبلون ويسلمون بطابع الدولة اليهوديورسالتها الصهيونية أما من يرغب بالعيش في بيئة وأجواء عربية بكل امتيازاتها ونواقصها فلهم فرصة تحقيق حلمهم هذا في واحدة من الدول العربية ...) وجاء في هذا البيان الختامي : ( رغم أن الأحوال المادية والثقافية والدينية لدى العرب في إسرائيل هي الأفضل من أحوال العرب في كافة الدول العربية لكن الشعور بالاغتراب والجفاء بعدم الانتماء ما زال كبيرا وهم يتطلعون لبناء فلسطين على خرائب إسرائيل ...). 8- ولذلك فقد نادى المشاركون في هذا المؤتمر إسرائيل للسعي من اجل خلق أجواء تشجيع رحيل من يرفض العيش بدولة صهيونية محضة لان هذه دولتهم ...!! واعتبر المشاركون في هذا المؤتمر ( أن القوة العسكرية فقط هي التي تشكل درعا في وجه الأقلية العربية والدول العربية المعادية والمسالمة معا ) وشددوا أن حدود إسرائيل تمتد من البحر المتوسط حتى نهر الأردن ولفتوا إلى أن هذه المعتقدات السياسية تسود الجمهور الإسرائيلي الواسع في العقود الأربعة الأخيرة ... ) 9- وهذا عضو الكنيست" أوري أريئيل" دعا في مؤتمر حاخامات اليهود الذي عقد في الرملة في منتصف عام 2008م إلى تبني سياسة تشجيع المواطنين العرب على الهجرة من المدن الساحلية بشكل خاص ومن البلاد بشكل عام حيث قال على المكشوف ( من الناحية القومية يجب علينا أن نشجع العرب على الهجرة الطوعية من المدن المختلطة ومن الدولة أيضا ) . 10- ومن الواضح لكل عاقل أن كل هذه القرائن التي تدعو إلى ترحيلنا تنسجم كامل الانسجام مع الألمعيات !! التي كانت ولا تزال ترشح عن مؤتمر هرتسليا الدوري الذي يعقد كل عام والذي لا يزال ينظر إلينا نحن الفلسطينيين في الداخل كخطر استراتيجي يهدد مستقبل يهودية الدولة !! ومن الواضح أن كل هذه القرائن تنسجم كل الانسجام مع آخر صيحة في حلبة السياسة الإسرائيلية والتي تدعو إلى فرض مبدأ يهودية الدولة الذي يدعو إلى حذف حق العودة وإغلاق ملف اللاجئين والذي يحمل رسالة بين السطور تدعو إلى ترحيلنا . 11- ومن الواضح لكل عاقل أن هذه القرائن التي تدعو إلى ترحيلنا تنسجم كل الانسجام مع جعجعات المحاضر الجامعي" ارنون سوفير" الذي ينظر إلينا كخطر استراتيجي كما وتنسجم مع عنتريات" افيغدور ليبرمان" صاحب دعوة الترانسفير كما وتنسجم مع إبداعات يسرائيلي ومن يدور في فلكه من أقلام مريضة ورؤى معادية تدعو إلى قمعنا ومواصلة التضييق علينا حتى نرحل . 12- لكل ذلك فان نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد" باتلس" لصالح تلفزيون الكنيست هذا العام 2008م لم تأت من فراغ حيث أظهرت نتائج هذا الاستطلاع أن 75% من الجمهور اليهودي في إسرائيل يؤيدون ترحيل ( ترانسفير) العرب الفلسطينيين في الداخل من أرضهم في إطار" الحل الدائم" مع السلطة الفلسطينية !! وقال معدو الاستطلاع انه شمل 666 شخصا يمثلون كافة قطاعات وشرائح المجتمع اليهودي في إسرائيل . 13- وهذا يعني أن النظرة الهستيرية التي بات يحملها المجتمع اليهودي تجاهنا تشمل القيادة الدينية والسياسية والكثير من القيادات الإستراتيجية وغالبا ما يعكس النبض الشعبي لهذا المجتمع اليهودي وأنا شخصيا على قناعة أن هذه النظرة الهستيرية تجاهنا باتت تستفحل في هذا المجتمع يوما بعد يوم وباتت تعززها مخاوف هذا المجتمع على مستقبل المشروع الصهيوني التي دفعت اولمرت رئيس الحكومة المغادر أن يقول : ( حلم ارض إسرائيل الكاملة تبخر وانتهى ) !! وهي نفس المخاوف التي أظهرها استطلاع إسرائيلي جديد اجري بمناسبة مرور 60 عاما من نكبة فلسطين حيث تبين أن نصف الإسرائيليين لا يستبعدون مغادرة البلاد !! كما وتبين أن 36% من الإسرائيليين يعتقدون أن الدولة ستتغلب على مصاعبها وتبقى للأبد فيما يقول 27% منهم أنها ستتغلب على جزء من المصاعب فيما يرى 14% أن الوضع الحالي - المأزوم - سيستمر ويرى 14% أنها ستتدهور تدريجيا ويرى4% أنها ستتدهور بسرعة نحو الزوال . 14- وأنا شخصيا على قناعة أن هذه النظرة الهستيرية تجاهنا باتت تدفع المجتمع اليهودي لمد يده إلينا بالأذى حتى القتل على الصعيد الرسمي أو الشعبي ولذلك فان الجميع منا لا يخفى عليه كيف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تمثل اليد الرسمية قد قتلت العشرات من شبابنا بعد قافلة شهداء هبة القدس والأقصى كما وقد اعتدت على المئات بدون مبرر سوى أن هذا المعتدى عليه هو عربي فلسطيني وهي سلسلة اعتداءات لم تتوقف حتى الآن بل تزداد يوما بعد يوم والجميع منا لا يخفى عليه أحداث الاعتداءات التي باتت أسبوعية والتي باتت تقع على رجالنا ونسائنا وشبابنا وأطفالنا من قبل اليد الشعبية في المجتمع اليهودي وليس صعبا على أي واحد منا إذا ما طالع صحف يوم الجمعة من أي أسبوع أن يجد أكثر من خبر يتحدث عن أكثر من اعتداء كانت ولا تزال تقع على أهلنا حتى الآن من قبل هذه اليد الشعبية في المجتمع اليهودي . 15- وأنا شخصيا على قناعة أن هذه النظرة الهستيرية تجاهنا والتي باتت تستفحل في المجتمع اليهودي هي التي كانت المحرك للاعتداءات الإرهابية التي كانت ولا تزال تقع على أهلنا في مدينتنا عكا وهذا ما يجعلني على قناعة أن هذه الاعتداءات الإرهابية كانت مبيتة عند قطاعات من اليد الرسمية واليد الشعبية في المجتمع اليهودي قبل عيدهم الذي يسمونه" عيد الغفران" وبعده !! وأنا على قناعة أن هذه الاعتداءات الإرهابية ما كانت مجرد سلوكيات حاقدة من قبل عدد شاذ من المجتمع اليهودي بل يقف وراءها قيادات سياسية ودينية رسمية وشعبية !! وأنا على قناعة أن هذه الاعتداءات الإرهابية ليست مجرد رد فعل من متدين يهودي على" جوي فلسطيني" انتهك حرمة عيد الغفران بل هي إستراتيجية كامنة تسعى للتعبير عن نفسها في كل فرصة سانحة وفق حسابات أنصار هذه الإستراتيجية الكارثية !! 16- لكل ذلك أنا على قناعة أن كل من وقفوا من وراء هذه الاعتداءات الإرهابية على أهلنا في عكا لم يكن هدفهم مجرد إحراق البيوت أو تحطيم سيارات لأهلنا في عكا ولم يكن هدفهم مجرد إيقاع جراح على أهلنا في عكا بل إن هدف هؤلاء المعتدين ومن يقف من ورائهم من قيادات سياسية رسمية أو شعبية ومن قيادات دينية رسمية أو شعبية , إن هدف كل هؤلاء الأساس هو صناعة هذه الأحداث لبناء مطلب على أساسها فيما بعد لا يزال مخفيا في صدورهم ألا وهو المطالبة بترحيل أهلنا من عكا ، بعد دأب قادم من هؤلاء المعتدين، ومن يقف من ورائهم ، عن سبق إصرار لتكرار مشهد هذه الاعتداءات الإرهابية على أهلنا في عكا ، وعندما وبحجة التباكي على الأمن والسلامة والهدوء وتحت ذريعة حرصهم المفتعل على إيجاد حل جذري لهذه المصادمات بين اليهود والفلسطينيين كما يصفونها هكذا في إعلامهم ، فانهم سيدعون انه لا بد من الفصل بين الطرفين ، وهذا يستدعي وفق حساباتهم ترحيل أهلنا من عكا !! نعم إن أخشى ما أخشاه أن يكون هذا هو السيناريو المعد لأهلنا في عكا وهذا يعني أن هؤلاء المعتدين ومن يقف من ورائهم بدؤوا يصنعون الأحداث التي ستنتهي بعد حين وفق حساباتهم إلى ترحيل أهلنا من عكا أو على الأقل ستحاول إشاعة الخوف في أهلنا في عكا وستحاول دفعهم إلى الرحيل اضطراريا . 17- ومن يدري ، لعل هؤلاء المعتدين ومن يقف من ورائهم قد اعدوا مخططا مرجعيا لتنفيذ مشروع ترحيلنا في حساباتهم تدريجيا ومن يدري لعلهم قد بدؤوا في عكا كخطوة أولى من هذا المخطط المرجعي الذي يهدف إلى ترحيلنا تدريجيا ومن يدري لعلهم قد وضعوا لهذه الخطوة الأولى اسم (عكا أولا) واخفوا هذا الاسم في صدورهم طامعين أن يفرضوا مشروع الترحيل كأمر واقع مشروع ثم ينتقلوا بعد عكا إلى حيفا ثم إلى يافا وهكذا ، ومن يدري لعلهم ومن اجل إنجاح هذا المخطط التدريجي الذي يهدف إلى ترحيلنا قد جاؤوا بمئات المستوطنين كان بعضهم في قطاع غزة وكان بعضهم في الضفة الغربية ، جاؤوا بهم وأسكنوهم في عكا عن سبق إصرار كي يكون هؤلاء المستوطنون بمثابة أدوات لتنفيذ هذا المخطط التدريجي الكارثي والإصرار على تحقيقه. 18- وهذا ما يجعلنا نعلنها لكل الدنيا أن إصرارنا على البقاء في مدينتنا أم -الفحم يبدأ من إصرارنا على البقاء في مدينتنا عكا وان إصرارنا على البقاء في مدينتا الناصرة يبدأ من إصرارنا على البقاء في مدينتنا حيفا وان إصرارنا على البقاء في المثلث والجليل والنقب يبدأ من إصرارنا على البقاء في مدننا اللد ويافا والرملة فهي أرضنا وهي بيوتنا وهي مقدساتنا وهي الحق الأبدي لنا كما كانت لآبائنا وأجدادنا وهي الحق الأبدي لأولادنا وأحفادنا غدا وبعد غد والى ما شاء الله لها ان تكون كما هي لنا اليوم . 19- وهذا ما يجعلنا نعلنها لكل أهل الدنيا أن مشهد رحيلنا الذي تجرعنا مرارته في بداية نكبة فلسطين عام 1948م لن يتكرر بإذن الله تعالى ولأننا كنا نتمنى على الأجداد وأجداد الأجداد ألا يرحلوا فإننا سنلزم أنفسنا وسنلزم أولادنا وأحفادنا ألا نرحل وسنبقى مع أرضنا بين حالين إما أن نعيش عليها وإما أن ندفن فيها ، مخيبين آمال كل من يقفون من وراء المخطط التدريجي الذي يهدف إلى ترحيلنا, فلن نخافهم خوفا يدفعنا إلى الرحيل ولن نخاف أذاهم خوفا يدفعنا إلى الرحيل ولن نخاف حصارهم خوفا يدفعنا إلى الرحيل بل سنبقى ولن نرحل مخيبين آمالهم مرددين: إنا باقون إنا باقون إنا باقون !!.