أهم الأخبار

يوم الأرض ومسيرة القدس وحسابات (إالكيان) الأمنية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
هشام منوّر // ما إن تم الإعلان عن استعدادات وترتيبات شعبية وشبابية وفصائلية للتحضير للمسيرة العالمية للقدس التي ستنطلق في ذكرى يوم الأرض 30 آذار يوم الجمعة المقبل، بمشاركة شخصيات ومنظمات عالمية من أكثر 60 دولة عربية وعالمية، حتى بدأت "إسرائيل" تُعد عدتها لهذا الحدث وتروج لتداعيات محتملة تعلم أنها قد تقع فقط إن حاولت التعامل مع المسيرة المليونية المتوقعة بشكل عنيف أو عدائي. جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل استعداداته لمسيرة يوم الأرض والزحف نحو القدس، ومواجهة المتظاهرين المناصرين للقضية الفلسطينية من كافة أنحاء العالم، حيث تعيش أجهزة الأمن الإسرائيلية حالة ترقب واستنفار جدييْن حيال هذه المسيرات. وقد أصدرت قيادة جيش الاحتلال تعليمات صارمة وشديدة إلى عناصرها المنتشرة على الحدود وفي المناطق الفلسطينية لصد المتظاهرين، كما تقرر تكثيف تواجد قوات الاحتلال في بعض الجهات. مسيرة القدس العالمية، هي حراك يدفع العالم بأسره لإدراك أهمية هذه القضية الوطنية الفلسطينية، حيث تتعرض مدينة القدس لانتهاكات متواصلة لحرمتها وأماكنها المقدسة. و"إسرائيل" تخشى الآن من انعكاس ربيع العرب على قضية العرب والمسلمين الأولى، إذ باتت الأمة العربية تملك من مقومات المواجهة الكثير، وأصبح لها دور وأداة في المنطقة يمكن أن يكون فعالاً في سبيل تحرير فلسطين إذا ما انطلقت هذه الجماهير. ما يخيف "إسرائيل" وقياداتها الأمنية كون هذه المسيرات "سلمية" الطابع والشعار، وبالتالي فإن التعامل الأمني والعسكري مهما انضبط أو تحلى بضبط النفس واتسم بحدوده الدنيا سوف يكون مداناً إلى أبعد الحدود. وهو ما أكدته وسائل الإعلام الإسرائيلية من خلال تشكيكها بقدرة الإجراءات والتدابير الأمنية على التصدي لمسيرة القدس في يوم الأرض. المؤسسة الأمنية في "إسرائيل" كثفت استعداداتها لمواجهة احتمال توجه "مليون متظاهر" من كل من سورية ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية والوسطى وإلى مطارها الدولي، وأن تجري محاولة للانطلاق في مسيرة نحو مدينة القدس، وذلك في مناسبة الذكرى ال 36 ليوم الأرض. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي يقوم باستعدادات "خاصة" في منطقة الحدود مع لبنان، وذلك بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بأن هذه المنطقة ستشهد أعنف محاولات اختراق السياج الحدودي بين الدولتين، فيما عقد "طاقم الوزراء الثمانية" اجتماعاً خاصاً لدراسة الاستعدادات لمواجهة هذه المسيرات. وتشير التقارير الأمنية التي قدمت إلى أعضاء الطاقم الأمني المصغر أنه من المتوقع أن تشهد الفترة الواقعة بين 30 آذار/ مارس الحالي و 15 نيسان/ أبريل المقبل انطلاق مسيرات احتجاج تتجه نحو مناطق الحدود مع "إسرائيل" في الشمال والجنوب والوسط، وأن يجري في الوقت نفسه التخطيط لحملات سفر جماعية جوية من شتى أنحاء العالم، وخصوصاً من أوروبا، تحط في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب. وقد أصدر الاجتماع أوامر إلى وزارة الخارجية بأن تبذل جهوداً لدى الدول الأوروبية المتعددة بهدف حثها على منع انطلاق هذه الحملات من أراضيها. واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة في مطار بن غوريون. مصادر استخباراتية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت لوسائل الإعلام المحلية أن إيران هي التي تقف وراء تنظيم مسيرات يوم الأرض، وشددت على أن إيران تحاول من خلال هذه التظاهرات صرف أنظار الرأي العام في العالم عن ضرورة مكافحة برنامجها النووي، وأن تتوج نفسها باعتبارها زعيمة العالم الإسلامي، بيد أن هذه المعلومات تسقط من حسابها أهمية يوم الأرض بالنسبة للفلسطينيين، وكون معظم المشاركين في هذه المسيرة من فلسطينيي الشتات في دول الطوق المحيط بفلسطين المحتلة. "إسرائيل" صعدت من تهديداتها إلى لبنان بالذات باستخدام القوة في حال وصل متظاهرون إلى الشريط الحدودي في ذكرى يوم الأرض. وقالت صحيفة "هآرتس" "إن (إسرائيل) لن تتردد في استخدام القوة في حال وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين في ذكرى يوم الأرض". مشيرة إلى أن (إسرائيل) مررت رسائل إلى لبنان، بواسطة الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، طالبت فيها بمنع وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين في يوم الأرض. وسربت "هآرتس" مضمون هذه الرسائل الموجهة خلال الأسابيع الأخيرة، وأن الجيش الإسرائيلي يتوقع ألا يسمح الجيش اللبناني بوصول المتظاهرين إلى منطقة الحدود، وأن "إسرائيل" "لن تسمح بخرق "سيادتها" وستستخدم القوة من أجل منع تجاوز الحدود". وأفادت "الصحيفة الإسرائيلية أن التقديرات في داخل الكيان الإسرائيلي تشير إلى أن الحدود مع لبنان ستكون الجبهة الأكثر حساسية في ذكرى يوم الأرض، وذلك خلافاً لذكرى النكبة والنكسة العام الماضي. فهل تشعل مسيرة القدس المليونية في ذكرى يوم الأرض انتفاضة فلسطينية محتملة ومتوقعة ضد الاحتلال؟ وهل يكون ليوم الأرض هذا العام طعم آخر مختلف عما خبره الفلسطينيون في كل عام، بالاستفادة من أجواء الربيع العربي؟.