أهم الأخبار

ليس لأسرانا أصدقاء أو نشطاء.

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
ليس لأسرانا أصدقاء أو نشطاء. بقلم/ رياض خالد الأشقر عجبت كثيراً عندما رأيت مئات الصهاينة من يسمون أنفسهم "أصدقاء شاليط " أو "نشطاء من اجل شاليط" أو "هيئة النضال من أجل شاليط" أسماء مختلفة ولكن المشترك فيها هو "شاليط" من هو هذا الشاليط، انه جندي صهيوني اختطفته المقاومة الفلسطينية من داخل دبابته في عملية جريئة منذ ثلاث سنوات فقط، ويعامل معاملة حسنة ليس لسواد عيونه إنما لضرورة أن يبقى على قيد الحياة لكي نحرر اكبر عدد من الأسرى مقابل إطلاق سراحه. عود على بدء فمصدر العجب أن هؤلاء لا يملون من تنظيم الفعاليات التضامنية مع هذا الجندي، ووصل الأمر بهم إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى السجون ومنع أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم بل والاعتداء عليهم بالحجارة والسب والشتم، كما نفذوا اعتصاماً أكثر من مرة أمام منزل رئيس وزرائهم لكي يبذل قصارى جهده للإفراج عن شاليط، بينما في الطرف الأخر فأسرانا ليسوا واحد أو مائة أو ألف إنما 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، لا يهتم السجان بحياتهم كما نحن نهتم بحياة الجندي الأسير، والدليل هو ارتقاء 196 منهم شهداء نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والقتل المتعمد، بينما يعانى عشرات آخرون من الموت البطئ دون رعاية أو علاج، والسؤال ماذا فعلنا لهؤلاء؟ يوم الاثنين يجتمع أمام مقر الصليب الأحمر الدولي العشرات من المتضامنين مع الأسرى، ولكن لا نجد بينهم "أصدقاء الأسرى" أو"نشطاء من اجل الأسرى" أو"هيئة النضال من اجل الأسرى" إنما نجد فقط الذين يكتوون بنار الأسرى وهم أمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم الذين يعيشون المعاناة وينتظرون بلهفة موعد الإفراج عنهم، وان كان هناك بعضاً ممن يمثل المؤسسات إنما هم موظفون يمضون أوقاتاً من الدوام الرسمي ويتقاضون رواتب من اجل ذلك. ليس عيباً أن نتعلم من عدونا إن كان في هذا الأمر منفعة لنا، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها، ولكن العيب أن نرى الخطأ والتقصير ونُصَّر عليه ، فلو سألنا أنفسنا بصدق كم مرة شاركنا في فعاليات تضامنية مع الأسرى أو وقفنا نواسى الأهالي في اعتصامهم الأسبوعي أو قمنا بزيارة لبيت أسير، أو مسحنا على رأس ابن أسير يفتقد لحنان والده في هذه الأيام المفترجة. بكل تأكيد سيكون الجواب للغالبية العظمى "ولا مرة" والوقائع على الأرض وفى الميدان تؤكد ذلك، فالاعتصام أمام الصليب لا يشارك به إلا أهالي الأسرى، والفعاليات التي تنظمها وزارة الأسرى والجمعيات المعنية بالأسرى لا تجد إلا القليل من أصحاب الضمائر الحية الذين يقدرون تضحيات الأسرى ويعترفون لهم بالجميل، حتى أن حفل زفاف أو حفل طهور تجد المشاركين فيه يزيد عددهم عن المشاركين في فعاليات تضامنية للأسرى بإضعاف كثيرة. من المحزن أن شعباً مجاهداً مقاوماً لا يعير قضية هامة كقضية الأسرى الاهتمام الذي يستحقونه وهم من ضحوا من اجلنا بعشرات السنين من أعمارهم، وقدموا الغالي والنفيس من اجل الله والوطن، وارتضوا بالقيد من اجل حريتنا جميعنا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. أسرانا اعز وأكرم منا جميعنا فإذا كان الشهيد يقتل مرة واحدة، فالأسرى يقتلون يومياً عشرات المرات، ولكن هذا يطيب على نفوسهم في سبيل الله، ولو شعروا أننا معهم، ولم ننساهم ولن نتخلى عن عائلاتهم، ونُقدر المحررين منهم، ونسعى بكل السبل للإفراج عنهم، ونشارك بكل قوتنا حكومة وتنظيمات وأفراد في كل الفعاليات التي تساند قضيتهم وتستنكر الاعتداء عليهم، ورب قائل يقول أن تلك الأمور لا تجدي نفعاً، نقول له بأنك غير مصيب، فتلك المشاركات لها دور كبير في التخفيف من معاناة الأسرى، ولو على الصعيد المعنوي، لذلك واجب علينا أن نقف بجانب أسرانا ولا نبخل عليهم ببعضاً من الوقت والجهد، فهم لم يبخلوا علينا بأرواحهم وأعمارهم.