حملة في نابلس..الأعنف منذ سنوات
المكتب الإعلامي - وكالات
"تفاجأنا بالاحتلال فوق رؤوسنا، وبدأت ابنتي بالصراخ، تنادي على والدها، والذي خرج لهم، فقاموا بتكبيله وتعصيب عينيه وألقوه على الأرض"، على هذه الهمجية الصهيونية استفاقت عائلة المعتقل سامي العاصي من مدينة نابلس كما أوضحت زوجته.
مداهمات وخراب وتدمير، رافق حملة اعتقالات صهيونية طالت أكثر من 30 من قيادات وكوادر حركة "حماس" بينهم سيدة.
فؤاد الخفش، مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى، أجمل الصورة بقوله: "لدينا أكثر من 30 حالة اعتقال بينهم سيده، ثلاث محاضرين جامعيين يحملون درجة الدكتوراة، جميع من تم اعتقالهم هم أسرى محررين، الاستهداف كان لمدينة نابلس ومحيطها ولمخيم بلاطة على وجه الخصوص، جميع هذه الاعتقالات لأسرى محررين ينتمون لحركة حماس أو مقربين منها".
حملة الاعتقالات هذه، صنفت بالأعنف من بين حملات الاعتقال الكثيرة التي طالت مدينة نابلس، وهو ما أكدت عليه عائلات المعتقلين والذين وقفوا تعلو وجوههم الصدمة أمام ما حل بمنازلهم من دمار، زوجة الأسير زياد مريش، والذي شملته الحملة، بيّنت ذلك بقولها : "شهدنا الكثير من الاقتحامات لكن لم تكن كهذا الاقتحام، لم يبقى شيء في المنزل على حاله، دمار في كل مكان".
الاحتلال ادعى عبر وسائل إعلامه أن اعتقالاته هذه جاءت عقب تزايد نشاط حركة "حماس" في منطقة نابلس بتوجيهات من قيادة الحركة في خارج فلسطين، ادعاءات تتكرر مع كل حملة صهيونية، يريد بها الاحتلال مواراة سوءاته أمام مجتمعه، كما قال الخفش: "ترافق عمليات الاعتقال تصوير للاقتحام، فواضح أن الاحتلال يحاول أن يجمل صورة جيشه أمام إعلامه وخاصة بعد هزيمته في قطاع غزة".
ضخامة الحملة والتي شملت السيدة منى السايح وعدد من الأسماء البارزة أمثال الصحفي أمين أبو وردة وثلاثة من المحاضرين في جامعة النجاح وهم: الدكتور سعيد دويكات والدكتور غسان خالد ونضال أبو رميلة وأسرى محررين، ومعتقلين سياسيين سابقين، عكس مدى الجهد الاستخباراتي فيها والذي لعب التنسيق الأمني دوره الواضح فيه، وهو ما أكدت عليه النائب منى منصور، والتي لفتت النظر إلى أن ما تم من حملة ضخمة مبنية على عمل استخباراتي وبأن التنسيق الأمني شريك فيها لما يقدمه للمحتل من معلومات يستند لها خلال اعتقالاته، مؤكدة على خطورة هذه الحملة".
كحال كل يوم تصبح الضفة وتمسي على اعتقالات جديدة، في دوامة قيد ضاقت بأحرارها، وعصفت بأعمارهم.