أهم الأخبار

أبدية الجهاد

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
أبدية الجهاد لقد ظن بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم – بعد أن دانت الجزيرة العربية بالإسلام، وارتفعت رايته على أرجائها – أن الجهاد قد انتهى، وأن لا حاجة إلى الاستمرار في إعداد العدة، لأن الحرب وضعت أوزارها، فردّ الرسول صلى الله عليه وسلم مكذِّباً ذلك الظن مبيناً أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، لوجود حزب الله في الأرض ووجود أحزاب الشيطان فيها، وأن إعداد العدة والتدريب على القتال أمر لا بد منه إلى قيام الساعة كما في حديث سلمة بن نُفَيل رضي الله عنه، كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله أذال الناس الخيل [أذال الناس الخيل، أي امتهنوها، وتوقفوا عن العناية بها، وإعدادها للحرب] ووضعوا السلاح قالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: (كذبوا ! الآن جاء القتال، ولا تزال من أمتي أمة يقاتلون حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إلى أني غير مُلْبَث، وأنتم تتبعوني، ألا فلا يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام) [أخرجه النسائي، وهو في جامع الأصول رقم 1048، قال المحشِّي: أخرجه النسائي في الخيل وإسناده صحيح وأخرجه أحمد في المسند (4 / 214،215)]. وقوله في الحديث: (حتى تقوم الساعة، إلى يوم القيامة) وتعقيبه على ذلك بقوله: (ألا فلا يضرب بعضكم رقاب بعض) فيه إشارة على أن الأمة الإسلامية إذا تركت جهاد أعدائها ضرب بعضها رقاب بعض، وهذه الحال يؤيدها الواقع التاريخي، فما ترك المسلمون الجهاد إلا جعل الله بأسهم بينهم. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين، دلف الأذن) وفي الحديث كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشَّعر، ويمشون في الشَّعر) [مسلم (4 / 2233) وراجع شرح النووي على مسلم (18 / 37)]. وما تضمنه حديث أبى هريرة وإن كان قد حصل فعلاً كما ذكر الإمام النووي وغيره، يدل على أبدية الجهاد واستمراره، لأنه ما من وقت خلا من صراع بين المسلمين والكافرين، وهذا منه. [مسلم (4 / 2233) وراجع شرح النووي على مسلم (18 / 37)]. وهؤلاء اليهود يسرحون ويمرحون في قلب رقعة الأمة الإسلامية، ويتجمَّعون من كل الآفاق، وهم شُذّاذها الذين كتب الله عليهم الذلّة والمسكنة، ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق – أن المسلمين سيقاتلونهم قبل قيام الساعة، ويهيئ الله لمن لم يقاتلهم ما لم يكن في الحسبان، حيث ينطق لهم الحجر والشجر الذي يختفي وراءه اليهودي، فينادي الجماد والنبات ليدل المجاهدين على أعداء الله ليقتلوهم، كما جاء في حديث عبد الله بن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) [البخاري مع فتح الباري (6/103) ومسلم (4/2238] ولعل الله سبحانه وتعالى الحكيم العليم إنما يجمعهم في بلاد المسلمين في فلسطين لينزل بهم هذا اليوم المنتظر وما يسبقه من الإعداد لهم والتنكيل بهم. ولعل ما يحدث من زعماء بعض الشعوب الإسلامية من مودَّتهم وموالاتهم وتسهيل سبل بقائهم ما هو إلا تقدير سماوي يمهِّد لكتائب شباب الإسلام المجاهدين الطريق إلى قتلهم واستئصالهم هم وأذنابهم من أعداء الإسلام الذين يُسَمَّون بأسماء إسلامية، وهذا من الأدلة الصريحة على أبديَّة الجهاد في سبيل الله، وإذا كان قتال الترك قد حصل كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فإن قتال اليهود سيحصل كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.