أهم الأخبار

همسةٌ في أذنِ مستوطن

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

أتخيفكَ السكين ؟
أتخشى أن تقتحمَ سكينٌ كبدَك، وتمزّق في طريقها إليه بضعةَ أعضاءٍ في جسدِك ؟
أيتملّككَ الذعر حينما يتبادر إلى ذهنك صوتُ سكينٍ يمخرُ اللحمَ البشري ومن ثمّ يرتطم بالعظام ؟!
بلى..
الأمر يدعو للقلق..
ونحنُ هنا لا نتحدث عن قلقٍ على طريقة بان كي مون.. لا لا لا بل قلقٌ حقيقيٌّ بحيث تكون حياتُكَ على كفّ عفريت.. إنما على كفّ فلسطينيّ غاضبٍ يحمل في مقبضه سكّين…
ثم قبل أنْ تخاف منها حدّق بها.. تأمّلها جيداً – أي السكين – ماذا ترى ؟
ألم تعكس لك شفرتُها ذاك المستعمر اللئيم الذي يقتحم الأقصى كل صباح بحماية جيش عرمرم، هو نفسُهُ يمنع الفلسطينيين من زيارة دور عبادتهم ؟!
ألا ترى على السكين ذاك المستوطن اللص، الذي سرق منازلهم وترابهم وشرّدهم إلى الدول الشتات ؟!
أتظنّهم قتلة بالفطرة ؟
مهنّد الحلبي عملاقٌ عظيم.. كان لديه آلاف الأحلام والطموحات.. لكن واحداً منها لم يمنعه من الثأر للأقصى..
فادي علّون أجمل من كل شبابكم وحتّى نسائكم وأطفالكم وكلّ شيءٍ ترونه جميلاً في حياتكم.. لكنّه أمام بغيكم قرّر ألاّ يعشق انثى سوى القدس..
فعُدْ إلى روسيا حيث أتيت
أو ربما إلى هولندا.. بلدك الأم
قد تكون بولندياً أو ألمانياً أو فرنسياً أو حتى مغربياً أو تونسياً لا يهم.. لكنك على هذه الأرض.. دخيل
أنت هنا دخيل.. أنتَ هنا عارٌ على العدالة.. أنت هنا سُبّةٌ في عُرض المنطق..
أنت دخيل.. ولو عاد الأمر للسكين لأفرغت من تلقاء نفسِها كلَّ أحشائك، لكن الفلسطيني حنون.. الفلسطيني أحنّ وأرقّ مما تتصور..
سبعةٌ وستون عاماً وأنتم تقتلونه وتسرقونه وتفتتون الفتات الذي تركتموه له، وتصوّرونه كوحشٍ أمام العالم، ومع كلّ ذلك لا زال حتّى اللحظة لا يقارعكم ولا يطالبكم إلا بالرحيل.. وليس بسحق جماجمكم فرداً فرداً على قارعة التاريخ.. لا زال الفلسطيني يفكّر من منطلقٍ وطنيٍّ بحت، ولم يأخذ الأمر حتى اللحظة.. على محملٍ شخصي !!
هبْ السكين نعم واحترس منها..
فكلُّ امرئٍ في القدس سكينٌ يطاردكم ويصرخ من صميمِ صميه ” الأقصى لن يقسّم”
كلّ طفلٍ بالضفة سكينٌ يشتهي الولوج في أجسادكم ويصرخ من صميمِ صميه ” الأقصى لن يقسّم”
كلّ شيخٍ في أراضي الثمانية والأربعين سكينٌ يشتهي السير على رقابكم ويصرخ من صميمِ صميه ” الأقصى لن يقسّم”
فتلك معادلةٌ يا مستوطن عليكَ أن تفهمها، إمّا أن تبقى طريداً فاراً من عدالةِ سكينٍ فلسطيني..
أو بكلّ بساطة.. عُدْ إلى روسيا.. عُدْ إلى هناك حيث أتيت
أو ربما إلى هولندا.. بلدك الأم
قد تكون بولندياً أو ألمانياً أو فرنسياً أو حتى مغربياً أوت ونسياً لا يهم.. لكنك على هذه الأرض.. دخيلٌ دخيلٌ دخيل...

بلال البقيلى