إخفاقات أجهزة الاحتلال بقضية ملحم تثير قلقا أمنيا لدى الصهاينة
7 أيام من المطاردة والتفتيش شنتها نخبة قوات الأمن الصهيونية بحثا عن “الذئب المتخفي” نشأت ملحم كانت مادة دسمة للكتاب والمعلقين الصهاينة الذين سلطوا جام غضبهم على أجهزة الاحتلال الأمنية بسبب تأخرها في الوصول لملحم الذي استشهد يوم الجمعة الماضية بعد اشتباكه مه قوات الاحتلال، الأمر الذي يثير مخاوف جمة من قبل الصهاينة على حياتهم وأمنهم الشخصي بعدما أثبتت عملية “تل أبيب” ومنفذها نشأت أن قدرة النظام الأمني المعتمد في الكيان غير ناجع ولا يحسب له حساب في الوقفات الكبيرة، بحسب الكتاب والمحللين الصهاينة.
جملة إخفاقات
الخبير والمعلق العسكري في موقع “والا” الإخباري “أمير بوخبوط”، يرى أن كان هناك جملة من الأخطاء الأمنية والإخفاقات الاستخبارية في عملية تعقب نشأت ملحم الذي نجح في الابتعاد عن الأنظار مدة أسبوع، رغم الانتشار المكثف لكاميرات المراقبة في الشوارع والرصد المتواصل للاتصالات فضلا عن وجود عدد كاف من العملاء والجواسيس المنتشرين في كافة المناطق.
وقال بخبوط في تحليل له على الموقع اليوم الأحد: “إن المدة التي استغرقها اختفاء ملحم كشفت عن خروقات أمنية كبيرة”، مطالبا “باستخلاص الدروس وإزالة الجدران القائمة بين مختلف أجهزة الأمن ، والعمل على دمج مراحل العمل بينها عبر لغة أمنية متفق عليها، كما هي العلاقة القائمة داخل الجيش بين سلاح البحرية والجو والمشاة”.
من جانب آخر، رأى المحلل العسكري في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، ألكس فيشمان، أنه “من الناحية المهنية، اعتقال القاتل، خلال سبعة أيام، هي فترة معقولة، وحتى سريعة، لكن خلال هذا الأسبوع طفت وتكشفت أسئلة كثيرة وصعبة يصغر الإنجاز المهني مقابلها”.
وأضاف أنه “إذا كان هناك في امتحان الواقع إنجاز مهني، فإنه في امتحان شكل معالجة قلق الجمهور، و”امتحان الذعر”، يعتبر ما جرى فشل مدوي”.
خرق أمني خطير
وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، العبرية “عاموس هرئيل”: “إن الأحداث خلال الأسبوع الماضي ‘ليست مصدر فخر خاص لأذرع الأمن”.
ويرى “هرئيل” أن “التأخر في العثور على ملحم يكشف فجوات في نوعية تغطية الشاباك، ومن شأنه أن يدل على ضعف استخباري بكل ما يتعلق بإحباط العمليات من جانب فلسطينيي الداخل المحتل، قياسا بالعمليات التي ينفذها أو ينوي تنفيذها شبان من سكان الضفة والقدس”.
واعتبر هرئيل أنه “يوجد قابلية بارزة لدى فلسطينيي الداخل لتنفيذ عمليات أخرى، وستدخل الأجهزة الأمنية الامتحان من جديد ولا ندري كم من الوقت ستحتاج الأجهزة الأمنية هذه المرة
أما المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية “أليكس فيشمان” فيتساءل حول كيفية تمكن ملحم من إطلاق النار في تل أبيب والعودة إلى وادي عارة من دون عائق، والأنكى من ذلك، برأيه، أن يبقى في وادي عارة عدة أيام والحصول على مساعدة من دون أن يبلغ أحد عن ذلك.
ورأى فيشمان أنه “يوجد هنا (ثقب أسود استخباري عملاق), وأضاف أن الشرطة والشاباك لا يعرفان شيئا عما يحدث في وادي عارة، بين فلسطينيي الداخل.
الانتفاضة مستمرة
وفي سياق متصل، يرى الخبير العسكري في صحيفة “معاريف” العبرية “ألون بن دافيد” أنه رغم حدوث بعض المؤشرات الإحصائية الدالة على تراجع في عدد العمليات الفلسطينية وفقا للتقارير التي يصدرها جهاز مخابرات الاحتلال، فإنه لا توجد هناك معطيات ميدانية تدل على أن موجة الهجمات الفلسطينية الحالية في طريقها للانحسار.
واعتبر أن تواصل الاحتكاك الميداني بين المستوطنين والفلسطينيين يعتبر دافعا مهما لإمكانية اندلاع موجة أوسع من الهجمات الحالية، بما في ذلك العمليات العدائية التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين.