أهم الأخبار

القيق يهزم فكر الهزيمة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

خالد معالي

محمد القيق؛ صحفي فلسطيني عادي وبسيط؛ كانت تميل نفسه الإنسانية بطبيعتها إلى الهدوء والراحة؛ إلا أنها دفعت دفعا لتخطي ما تميل له؛ مجبرة  تحت ضغط ظروف  قاهرة معينة؛ وهي سلب حريته؛ ليزأر كالأسود في وجه محتليه؛ بعد أن حصن نفسه مسبقا ضد دعاة الهزيمة وأفكارهم؛ وما الأسير القيق  إلا  نتاج تفاعل معقد وخلاق لظروفه المحيطة، والتي رد عليها بصورة بطولية نادرة.

 

أدرك القيق منذ اللحظة الأولى لاعتقاله؛ قبل 81 يوما من إضرابه؛ أن أحد أهم أسس النجاح في  مقاومة فكر الهزيمة والانبطاح وسلب حريته هو؛ الصبر على  الجوع واستلهام تجارب من سبقوه ومعرفة مواقع القوة والضعف فيها، والتخطيطٍ السليم الحكيم والدقيق؛ الذي يتخذ من الأسلوب العلمي أساساً لوضع القواعد اللازمة للنهوضِ والتطور، واستلهام تجربته الإنسانية، وأخذ واستسقاء الدروس والعبر الغزيرة منها، فالحكمة ضالة المؤمن، وأينما وجدها فهو أولى الناس بها.

 

ينتصر القيق على سجانه وعلى أصحاب فكر الهزيمة؛ بقوة الإيمان والإرادة والصبر، وهي أسلحة متوفرة بكثرة لدى من يؤمن بوطنه ويحبه.

 

 سؤال مثير وقوي: كيف حصن القيق نفسه من فكر الهزيمة والخوف من المواجهة؟!  أولى تلك الخطوات كانت هي التغلب على حالة القهر والخوف من ممارسات السجان؛ حيث شمر  القيق عن ذراعية؛ واستثمر القائد القيق كل الطاقات لديه ولدى زوجته التي كانت الناطقة الإعلامية الناجحة لزوجها؛ ولم تدع أية دقيقة تهدر سدى، أو أية طاقة تهدر عبثا؛ وكانت توجه المعركة باقتدار برغم تردي حالة زوجها الصحية.

 

بالتخطيط الدقيق وطويل النفس والمدروس انتصر القيق؛ ومنذ البداية رفض الإصغاء لقصار النفس، ورفض تبريرات الهزيمة والنقوص، من أن العدو السجان لا يمكن هزيمته؛ وعرف أن دعاة الهزيمة ليس لهم مكان في العظمة والتاريخ.

 

انتصر القيق على فكر الهزيمة وما باليد حيلة؛ وهو شكل نموذجا لجوع الوطن بدل جوع البطن، وغدا بطلا  مغوارا في نظر كل أحرار وشرفاء العالم؛ كيف لا وهو خاض بمفرده معركة الجوع والموت وانتصر نصرا مؤزرا.

لو كان القيق قد دخل إلى نفسه دخان الهزيمة؛ لما استطاع أن يحقق ما حققه حتى اللحظة، ولكنه كان يؤمن ويدرك منذ البداية أن النصر صبر ساعة، وان السجان مهزوم من داخله وسهل جدا هزيمته وهو ما حصل.

 

صحيح أن المعركة لم تنته بعد؛ لكن ما رسمه وشكله القيق للأجيال القادمة عبارة عن مدرسة ثورية ونضالية عظيمة، وسيبقى مفخرة لكل حر وشريف في العالم، فهو لوحده هزم فكر الهزيمة؛ وأثبت أن فكر المقاومة منتصر، وسيبقى منتصرا؛ برغم  شح وقلة العتاد الذي يعوض بقوة الإيمان والإرادة، والتخطيط السليم.