مستوطنو "غلاف غزة": المقاومة لم تهزم ولا يوجد شك بانتصارها
المكتب الإعلامي - القدس المحتلة
اتهم مستوطنون من كيبوتسات وبلدات غلاف غزة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستمرار في خداعهم والضحك عليهم عبر الادعاء بأنه انتصر في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية في حين بدا الواقع مغايراً.
واستطلعت صحيفة "يديعوت احرونوت" آراء عدد من مستوطني بلدات غلاف غزة والذي عبروا عن سخطهم من الدعاية التي يحاول نتنياهو تسويقها وهي أنه هزم المقاومة في المعركة الأخيرة (صيف 2014) قائلين إنه لا يوجد شك بانتصار المقاومة في الحرب.
ونقلت الصحيفة عن "يفعات بن شوشان" التي تقطن كيبوتس "هنيف هعسراه" شمالي القطاع استغرابها من ادعاءات نتنياهو بهذا الخصوص متسائلة "نتنياهو انتصر على المقاومة؟ لا يمكن تسمية ذلك سوى ضحك وقح على الذقون".
وأضافت قائلة "إذا ما اعتقد نتنياهو أنه انتصر في الحرب فإنني ادعوه لقضاء ليلة واحدة في إحدى كيبوتسات غلاف غزة لكي يسمع كيف تستعيد المقاومة قوتها وتتعاظم، والمقاومة لم تحن رأسها يوماً ولن تحنيه، لست أنا من أقول ذلك، بل على لسان ضباط الجيش الذين يتواصلون معنا".
ويقول آخر "المقاومة ترمم نفسها منذ انتهاء المعارك، والأمر الذي لم يحصل قبل عملية الجرف الصامد يحصل اليوم فالمقاومة تبني مواقعها تحت بيوتنا ويقومون بالتدريبات العسكرية على مدار الساعة، والمقاومة ليست بحاجة لمجموعات مساندة، ونتنياهو يثبت مرة أخرى أنه منفصل عن الواقع وعلى ما يبدو فلم يبلغه أحد منذ فترة عن الذي يدور هنا".
في حين شددت "باتية هولين" من كيبوتس "كفار عزة" شرق غزة على أن أحداً لم يهزم المقاومة؛ قائلة إنه لا يمكن طرح هكذا سؤال وكيف سيقنعنا نتنياهو أنه انتصر على المقاومة ؟.
وواصلت هولين حديثها قائلة " كيف يستطيع نتنياهو الإدعاء بأنه انتصر في المعركة ؟ فالمقاومة هي التي أدارت حياتنا خلال الصيف الأخير وهي التي تديرها الآن، وهي التي حددت موعد وقف إطلاق النار، وقد فرضت كل شيء، والحكومة لم تفرض شيء، وفي هذه اللحظات فأمورنا متعلقة بقرار من المقاومة لبدء موجة جديدة من الحرب فالمقاومة هي التي فرضت الوقائع وليس بيبي وما يقوله نتنياهو طمس للحقائق فهو لم يفعل شيء على مدار 6 سنوات ".
أما "عميت كاسبي" من كيبوتس "كيرم شالوم" شرق رفح فقد عبر عن اعتقاده أن المقاومة لا زالت تتنفس وعلى رجليها وأنه وعلى الرغم من الحرب الأخيرة فما حصل هو تأجيل للمشكلة وليس إنهاءها قائلاً "بإمكان المقاومة الفرح وليس البكاء من تصرفات بيبي؛ فالمقاومة لم تضعف بل ازدادت قوة".
وأضاف أن المقاومة ازدادت قوة أيضاً في نظر أبناء شعبها، في حين تراجع وضع مستوطني الغلاف إلى الوراء، منوهاً إلى أن الحرب شكلت صدمة نفسية، وليس من السهل اندمالها، وأن المقاومة لم تخسر بل خسروا هم، على حد تعبيره.
واختتمت الصحيفة تقريرها بمقابلة من إحدى مستوطنات سديروت وتدعى "نيتسا نكنان" التي اتهمت نتنياهو بركوب الموجة وأنه يعاني من مرض الانفصال عن الواقع ولا زال يعتقد الشعب مغفلاً ولا يميز الغث من السمين، كما قالت.
وحذرت من أن المواجهة القادمة في الطريق قائلة "نعلم كلنا أن المواجهة القادمة هي مسالة وقت فقط، والمقاومة تعيد تنظيم نفسها من جديد، وبدلاً من التوصل إلى تفاهمات بعد الحرب وإشراك دول العالم فيها فقد مكن نتنياهو المقاومة من استعادة قوتها دون التزامات ويبقي حماس الآن على نار هادئة وستزيد هذه النار وهذا الهدوء خادع".
يأت ذلك رداً على كليب مصور نشره حزب الليكود مؤخراً وذلك في إطار حملته الانتخابية والذي يظهره بمظهر المنتصر على المقاومة خلال الحرب وسط تشبيه نجاحه في هزيمة المقاومة بنجاحه في إحداث تطوير في قطاع الموانئ وسلطة البث التلفزيوني وقطاع الاتصالات الأمر الذي أثار حفيظة وسخط معارضيه.